البا الثاني الامام العجلي ومنهجه في الجرح والتعديل العجلي الناقد:
والنقد - وإن شئت فسمه الجرح والتعديل، أو التمييز أو معرفة الرجال - هو أهم العلوم التي اشتهر بها الامام العجلي. وكما سبق أن ذكرت أن الامام العجلي كانت لديه ثروة هائلة من الأحاديث، ولما كان جمع الروايات والمقارنة بينها من أهم طرق معرفة الثقة الضابط من الضعيف الواهم. فان الامام العجلي استعمل ثروته الحديثية في هذا المجال. وفيه تظهر براعة العجلي ومهارته، حتى شهد له أئمة هذا الشأن بطول الباع وسعة الاطلاع، كما سبق عن الذهبي وغيره.
ولما كان الامام العجلي لم يصرح بشئ من منهجه وأسلوبه في الجرح والتعديل، فلم يكن لدينا سبيل سوى الاستقراء والتتبع لكتابه لمعرفة منهجه ومرئياته في بعض الأمور المتعلقة بهذا الفن. وفيما بلى أحاول أن أبرز بعض ما لمسته من أساليب الامام العجلي في الجرح والتعديل من خلال كتابه هذا.
طبقات الرواة:
لقد رتب كثير من المحدثين والمؤرخين كتبهم على الطبقات مراعين في ذلك الفضل والسبق في الاسلام، والتقدم الزمنى من حيث الوفيات أو العلو في الأسانيد، ولعل أسوتهم في ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
" خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.. الخ " أي الصحابة ثم التابعون ثم أتباع التابعين.