أوصاف ومميزات أخرى:
بعد تحديد مرتبة الراوي من حيث العدالة والضبط، هناك أوصاف أخرى يتميز بها الانسان، كان يكون من كبار الأئمة ذوي المكانة والفضل والصبر والجهاد في سبيل الله، أو يكون من الفقهاء والقضاة أو ممن اهتموا بالتمييز والتحقيق في الحديث، أو ممن اهتموا بالتفسير والقراءات، أو امتاز بالزهد والعبادة أو بالشعر والدب، أو بالذكاء والفراسة أو غيرها من الأوصاف.
فحينذاك يأتي الامام العجلي بكلمات تدل على عظمته وفضله وأوصافه واهتماماته.
فعلى سبيل المثال قال في ترجمة الإمام أحمد: ثقة ثبت في الحديث، نزه النفس، فقيه في الحديث، متبع، يتبع الآثار، صاحب سنة وخبر. وقال في ترجمة إبراهيم ابن الزبرقان التميمي:
كان ثقة راوية تفسير القرآن. حسن الحديث وكان صاحب سنة، وصاحب تفسير. وقال في حفص بن غياث الكوفي: ثقة مأمون فقيه وكان على قضاء الكوفة.
وفى إسحاق بن منصور الأسدي: ثقة متعبد رجل صالح. وفى شعبة بن الحجاج:
ثبت نقى الحديث. وفى يحيى بن سعيد القطان: بصرى ثقة نقى الحديث.
والأمثلة على هذا كثيرة جدا. وغالبا ما يأتي العجلي بروايات وأخبار تدل على أوصاف ومميزات الرواة، وأخبار القضاة والحكماء والامراء والزهاد وغيرهم. ومثل هذه الحكايات لها قيمة تاريخية كبيرة، لا تخفى على أصحاب الفن.