البدع وأثرها في علم الجرح والتعديل وموقف الامام العجلي تجاهها انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بعد ما ترك الناس على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. وأعلن بان الناس لن يضلوا ما تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله. إلا أن بعض الناس من الذين لم يستطيعوا أن يفهموا كتاب الله وسنة رسوله حق الفهم، بدأوا يظهرون أقوالا وآراء منحرفة عن هدى الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشأت عليها فرق وأحزاب مع مرور الأيام.
ومن جملة هذه الفرق، الشيعة الذين كانوا يدعون نصرة علي رضي الله عنه، ولكن دخلت فيهم عناصر غريبة عن الاسلام، كعبد الله بن سبا اليهودي الذي إظهر إسلامه لافساد المسلمين من داخلهم، وفلول من الزعامات التي قضى عليها الاسلام.
وفى مقابلهم نشأت طوائف تبغض عليا رضي الله عنه وتحمل عليه، كالنواصب والخوارج. كما ظهرت أفكار القدرية والجبرية والمرجئة والجهمية والمعتزلة وغيرها. وغير خاف على المسلمين بالتاريخ كم قامت بهذه الفرق من حروب وفتن، ذهب ضحيتها آلاف من الأبرياء، وعذب مئات من العلماء والفقهاء والمحدثين.
وكان أئمة الحديث وأصحاب السنة هم الذين يتصدون لهذه الأفكار الباطلة، ويقفون في وجهها أداء للأمانة التي تحملوها، من تبليغ كتاب الله وسنة رسوله والدفاع عنهما، فلقد ذاقوا الويلات من جراء هذه الفتن.
ولما كانت الأمة الاسلامية - مع كل هذه الدعوات الباطلة - لم تكن لتقبل شيئا من أمر دينها إلا من كتاب الله وسنة رسوله، لجا كثير من المبتدعة إلى الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبة أحاديث مكذوبة إليه، واختراع أفكار ومبادئ لانكار السنة النبوية والتشكيك في ناقليها.