لربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفا أو كلمة ساقطة فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني، أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام ".
ولكن مع شعوري الكامل وإحساسي العميق بوعورة الطريق وعظم المسؤولية وضخامة المهمة، ازددت إعجابا بالكتاب واشتدت رغبتي في خدمته أكثر من ذي قبل. فاستمررت في تحقيق ما كنت أصبو إليه من إخراج الكتاب في صورة تليق به حتى بذلت سنوات طويلة وتمكنت من تحقيقه كما هو الآن بين يدي القراء والباحثين من طلبة هذا العلم الشريف.
واعتمدت في هذا التحقيق على ثلاث نسخ خطية - وإن شئت فقل ثلاثة كتب - وهي:
ترتيب الامام الهيثمي لثقات العجلي والرمز إليه بالأصل.
ترتيب الامام السبكي له والرمز إليه ب (س).
قطعة من كتاب الثقات للعجلي والرمز إليه ب (ث).
وقد ذكرت أو صاف كل نسخة منها مفصلة في المقدمة.
ولما رأيت أن الامام العجلي مع مكانته العليا وجهده العظيم وجهده العظيم، لم ينل من الباحثين والمحققين ما يستحقه من عناية واهتمام من الدراسة والبحث لابراز مكانته العلمية وفضله الكبير على طلبة العلم، وخدمته العظيمة للسنة النبوية المشرفة، كان لزاما على أن أدرس حياته ومنهجه في الجرح والتعديل قدر استطاعتي. ولما لم أجد أحدا ممن سبقني تناول هذا الموضوع سوى إشارات قليلة غامضة من بعض العلماء، وسوى تراجم موجزة لا تتجاوز بضعة أسطر في كتب التراجم المتعددة، اضطررت أن أستنبط كل ما أريده من كتابه هذا. وقد قدمت الكتاب بمقدمة متوسطة ليست مسهبة تمل ولا موجزة تخل، فذكرت في الباب الأول منها حياة العجلي ومكانته العلمية مع الإشارة إلى عصره ورحلاته وشيوخه وتلامذته ومؤلفاته ومروياته ومنهجه في كتاب الثقات. وفى الباب الثاني ذكرت ما استطعت معرفته من منهجه في الجرح والتعديل من كتابه هذا.