- يد - عن ذلك به وجه لطيف و من جملة تلك المسائل أنى قلت له: ما معنى قول الشيعة: إن الانبياء معصومون قبل البعثة و بعدها مع أنه لم يكن قبل البعثة شريعة ودين يؤاخذ بأحكامها؟ - فأجاب بأن مرادهم أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم مثلا كان في سلامة الفطرة ونقاء الطينة بحيث لو كان قبل البعثة شريعة لما وقع منه ما يوجب مؤاخذته في تلك الشريعة فلما سمعت هذا الجواب من السيد المذكور سنح في بالى ما هو أقوى منه وحيث كنت في ذلك الزمان مبتدئا في التحصيل، مشتغلا بقراءة هداية الحكمة و ما هو من هذا القبيل أجمعني مهابة ذلك الفاضل الحر، لكن ضاق الصدر، و لم يسعني السكوت والصبر، فعرضت عليه بين يدي عمى الصدر، أن الشيعة لا يحتاجون في دفع ذلك الاشكال إلى الجواب الذي ذكره شيخ أهل السنة لان من أصول الشيعة الامامية قاعدة الحسن والقبح العقليين فقبل البعثة وإن لم يتوجه المؤاخذة لفرض عدمه لكن يتوجه المؤاخذة بمقتضى قاعدة الحسن والقبح العقليين فاستحسن الجواب، وأثنى عليه بثناء مستطاب، والحمد لله رب العالمين.
(٢٣)