وقال نصر أيضا: ابن أبي عمير، يروي عن ابن بكير، وذكر أن محمد بن أبي عمير أخذ وحبس، وأصابه من الجهد والضيق والضرب أمر عظيم، وأخذ كل شئ كان له وصاحبه المأمون، وذلك بعد موت الرضا عليه السلام، وذهبت كتب ابن أبي عمير، فلم يخلص كتب أحاديثه، فكان يحفظ أربعين مجلدا فسماه نوادر، فلذلك توجد أحاديث منقطعة الأسانيد.
محمد بن مسعود، قال: حدثنا أبو العباس بن عبد الله بن سهل البغدادي الواضحي، قال: حدثنا الريان بن الصلت، قال: حدثنا يونس بن عبد الرحمان أن ابن أبي عمير بحر طارس بالموقف والمذهب.
علي بن محمد القتيبي، قال: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: سأل أبي رضي الله عنه محمد بن أبي عمير، فقال له: إنك قد لقيت مشائخ العامة فكيف لم تسمع منهم؟ فقال: قد سمعت منهم، غير أني رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم العامة وعلم الخاصة، فاختلط عليهم حتى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة، وحديث الخاصة عن العامة، فكرهت أن يختلط علي، فتركت ذلك وأقبلت على هذا.
وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني: سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان يقول: سعي بمحمد بن أبي عمير واسم أبي عمير زياد إلى السلطان أنه يعرف أسامي عامة الشيعة بالعراق، فأمره السلطان أن يسميهم، فامتنع، فجرد وعلق بين القفازين (العقارين) وضرب مائة سوط، قال الفضل: سمعت ابن أبي عمير يقول: لما ضربت فبلغ الضرب مائة سوط، أبلغ الضرب الألم إلي فكدت أن أسمي، فسمعت نداء محمد بن يونس بن عبد الرحمان يقول: يا محمد ابن أبي عمير، أذكر موقفك بين يدي الله تعالى، فتفويت بقوله فصبرت، ولم أخبر، والحمد لله. قال الفضل: فأضر به في هذا الشأن أكثر من مائة ألف درهم.
قال محمد بن مسعود: سمعت الحسن بن علي بن فضال يقول: كان محمد