9992 - محمد بن أبي بكر همام:
قال النجاشي: " محمد بن أبي بكر، همام بن سهيل الكاتب الإسكافي:
شيخ أصحابنا ومتقدمهم، له منزلة عظيمة، كثير الحديث، قال أبو محمد هارون ابن موسى رحمه الله: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ، قال:
أسلم أبي أول من أسلم من أهله، وخرج عن دين المجوسية وهداه الله إلى الحق، وكان يدعو أخاه سهيلا إلى مذهبه، فيقول له: يا أخي، أعلم أنك لا تألوني نصحا، ولكن الناس مختلفون، وكل يدعي أن الحق فيه، ولست أختار أن أدخل في شئ إلا على يقين، فمضت لذلك مدة، وحج سهيل، فلما صدر من الحج، قال لأخيه: الذي كنت تدعوني إليه هو الحق، قال: وكيف علمت ذلك؟ قال: لقيت في حجي عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وما رأيت أحدا مثله، فقلت له على خلوة: نحن قوم من أولاد الأعاجم، وعهدنا بالدخول في الاسلام قريب، وأرى أهله مختلفين في مذاهبهم، وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك، مثل (ولا في عصرك مثل)، وأريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله عز وجل، فإن رأيت أن تبين لي ما ترضاه لنفسك من الدين لأتبعك فيه وأقلدك، فأظهر لي محبة آل رسول الله صلى الله عليه وآله، وتعظيمهم، والبراءة من عدوهم، والقول بإمامتهم، قال أبو علي: أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه، عن عمه، وأخذته عن أبي، قال أبو محمد هارون بن موسى: قال أبو علي محمد بن همام: كتب أبي إلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، يعرفه أنه ما صح له حمل بولد، ويعرفه أن له حملا، ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه وسلامته، وأن يجعله ذكرا نجيبا من مواليهم: فوقع على رأس الرقعة بخط يده: قد فعل الله ذلك فصح الحمل ذكرا، قال هارون بن موسى: أراني أبو علي بن همام الرقعة والخط، وكان محققا، له من الكتب: كتاب الأنوار في تاريخ الأئمة عليهم السلام.