الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ١٠١
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) (1) هذا كلامه - رحمه الله - ولنعم ما قال أبو العلاء (2) فيه وفي أبيه وأخيه:
أنتم ذوو النسب القصير فطولكم * باد على الأمراء والاشراف
(١) إلى هنا ينتهي ما ذكره سيدنا المرتضى - رحمه الله - في صدر المسائل الناصرية المطبوعة بإيران سنة ١٢٧٦ ه ضمن الجوامع الفقهية، وقال في أولها:
(فان المسائل المنتزعة من فقه الناصر - رضي الله عنه - وصلت وتأملتها وأجبت السؤال من شرحها وبيان وجوهها وذكر ما يوافق ويخالف فيها، وانا بتشيد علوم هذا الفاضل البارع - كرم الله وجهه - أحق وأولى لأنه جدي من جهة والدتي لأنها فاطمة...) إلى آخر ما ذكر من نسبها مما ذكره سيدنا في الأصل، ثم قال (والناصر - كما تراه - من أرومتي، وغصن من أغصان دوحتي وهذا نسب عريق في الفضل والنجابة...) الخ والمسائل التي أجاب الشريف المرتضى عنها كانت ثماني وعشرين مسألة، ثم لحقها خمس مسائل فكملت بثلاث وثلاثين مسألة، وفرغ من جوابها في محرم سنة ٤٢٩ ه.
(٢) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري (٣٦٣ - ٤٤٩) ه.
شاعر فيلسوف، ولد ومات في (معرة النعمان) أصيب بالجدري - وهو ابن أربع سنين - فذهب بصره. وقال الشعر - وهو ابن احدى عشرة سنة - ورحل إلى بغداد، فأقام فيها قرابة السنتين كان يحضر في خلالها مجلس سيدنا المرتضى - أعلى الله مقامه - ويسجل التاريخ مطارحات كثيرة بين هذين العلمين ولما مات المعرى وقف على قبره (٨٤ شاعرا يرثونه. وكان يحرم أكل الحيوان ولم يأكل لحمه طيلة حياته وكان يلبس الخشن، ولا يكترث بمختلف الطبقات من الناس غير السيدين الشريفين: المرتضى والرضي - رحمهما الله - أما ديوان شعره فثلاثة أقسام: لزوم مالا يلزم، سقط الزند - وطبع هذان - وضوء السقط - ولا يزال هذا الأخير مخطوطا -.
وأما تآليفه - على اختلاف بحوثها ومواضيعها - فتربو على مائتي كتاب طبع القسم منها، وبقي الاخر مخطوطا - وترجم الكثير منها إلى غير العربية.
كتبت فيه - بالإضافة إلى ذكره في عامة كتب التاريخ والفلسفة والأدب - كتب ورسائل كثيرة بعضها مطبوع، وبعضها مخطوط - (راجع - في تفصيل ترجمته -: تاريخ ابن خلكان ١ / ٣٣، ومعجم الأدباء حرف الألف، واعلام النبلاء: ٤ / ٧٤، وانباه الرواة ١ / ٤٦ ودائرة المعارف الاسلامية 1 / 379 والكنى والألقاب للقمي، وغيرها كثير).