الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ٢٣
وكان أحمد بن محمد بن عيسىيشهد عليه بالغلو والكذب، وأخرجه من (قم) إلى (الري) وكان يسكنها). (1) والأصح توثيقه، وفاقا لجماعة من المحققين، لنص الشيخ على ذلك في (كتاب الرجال) (2) ولاعتماد أجلاء أصحاب الحديث - كالصدوقين (3)
(١) انظر: رجال النجاشي: ص ١٤٠ طبع إيران. وقد ذكر النجاشي - بعد أن ترجم له - ما نصه: (... ذكر ذلك أحمد بن علي بن نوح وأحمد بن الحسين) (يعني ابن الغضائري) رحمهما الله.
(٢) ذكره الشيخ في (رجاله) تارة في باب أصحاب الجواد عليه السلام (ص ٤٠١، برقم ١) ولم يتعرض لتوثيقه أو تضعيفه، وتارة - في باب أصحاب الهادي - عليه السلام - (ص ٤١٦، برقم ٤) وقال (... ثقة...) وثالثة - في أصحاب العسكري - عليه السلام - (ص ٤٣١، برقم ٢) ولم يتعرض لتوثيقه أو تضعيفه، وحيث أن كتاب رجال الشيخ ألفه بعد كتاب الفهرست، فيكون توثيقه مقدما على تضعيفه وعدولا عنه لأنه تبين له عند تصنيف الرجال ما لم يكن متبينا له عند تصنيف الفهرست، فلاحظ ذلك.
(3) الصدوقان: هما محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه، ووالده علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه، والكليني: هو محمد بن يعقوب، فان سهل بن زياد - هذا - شيخه ويروي عنه في موارد عديدة من الكافي بلا واسطة، ويظهر من الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ومن الشيخ الطوسي - رحمهما الله - في (كتابي الاخبار) أن كتب سهل بن زياد معتمد عليها ولم يطعن فيها، وذكر الوحيد البهبهاني - رحمه الله - في تعليقته على رجال الميرزا محمد الاسترآبادي منهج المقال - عند ترجمة سهل بن زياد - (ص 176) ما هذا نصه: (سهل بن زياد اشتهر الآن ضعفه ولا يخلو من نظر لتوثيق الشيخ، وكونه كثير الرواية جدا، ولان رواياته سديدة مقبولة مفتى بها، ولرواية جماعة من الأصحاب عنه كما هو المشاهد، وصرح به هنا النجاشي، بل ورواية أجلائهم عنه، بل وإكثارهم من الرواية عنه، منهم عدة من أصحاب الكليني، والكليني - مع نهاية احتياطه في أخذ الرواية واحترازه من المتهمين كما هو ظاهر مشهور - اكثاره من الرواية عنه سيما في (كافيه) الذي قال في صدره ما قال (فتأمل) وبالجملة إمارات الوثاقة والاعتماد والقوة التي مرت الإشارة إليها مجتمعة فيه كثيرة، مع أنا لم نجد من أحد من المشائخ القدماء تأمل في حديثه بسببه، حتى أن الشيخ - رحمه الله - مع أنه كثيرا ما تأمل في أحاديث جماعة بسببهم - لم يتفق في كتبه مرة ذلك بالنسبة إليه، بل وفى خصوص الحديث الذي هو واقع في سنده ربما يطعن، بل ويتكلف في الطعن من غير جهة ولا يتأمل فيه أصلا (فتأمل) وإن أحمد بن محمد بن عيسى أخرج جماعة من قم لروايتهم عن الضعفاء وإيرادهم المراسيل في كتبهم وكان اجتهادا منه، ولكن كان رئيس (قم) والناس مع المشهورين إلا من عصمه الله) إلى آخر ما ذكره في التعليقة من أسباب التوثيق، فراجعه.