السبب الموجب لهذا الحجب والابعاد غير تجريد السيف، لاعتقاده أنه لا يقابل هذه العقوبة، ومراده بما صنع خصوص التجريد. فبين له - عليه السلام - أن تجريده السيف معصية عظيمة تقابل تلك العقوبة أوانها أوجبت حجبه وإبعاده لمصلحة، أو ان ذلك معصية من البقباق مكفرة بالتوبة، وتعقب الرضا من الامام - عليه السلام - كما يدل عليه توثيقه ومدحه.
وروى الكشي باسناده: (عن عبيد بن زرارة قال: دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - وعنده البقباق - فقلت له: رجل أحب بني أمية أهو معهم؟ قال: نعم، قلت: رجل أحبكم أهو معكم؟ قال:
نعم، قلت: وإن زنى وإن سرق. فنظر إلى البقباق فوجد منه غفلة ثم أومأ برأسه: نعم) (1).