وجوها ثلاثة (الإجماعات المنقولة) (والاستقراء) (والأخبار المستفيضة) ثم ذكر للقول بحجية الاستصحاب مطلقا وجوها أربعة فصار المجموع سبعة فانتخب المصنف من بين الوجوه السبعة وجوها أربعة فخصها بالذكر ولم يذكر غيرها أبدا (فهذا الوجه الأول) هو الوجه الرابع من وجوه القول بحجية الاستصحاب مطلقا (قال) أعلى الله مقامه ومنها أي ومن الوجوه التي احتج بها للقول الأول بناء العقلاء على ذلك في جميع أمورهم كما ادعاه العلامة في النهاية وأكثر من تأخر عنه وزاد بعضهم أنه لو لا ذلك لاختل نظام العالم وأساس عيش بني آدم وزاد آخر أن العمل على الحالة السابقة أمر مركوز في النفوس حتى الحيوانات ألا ترى أن الحيوانات تطلب عند الحاجة المواضع التي عهدت فيها الماء والكلاء والطيور يعود من الأماكن البعيدة إلى أو كارها ولو لا البناء على إبقاء ما كان على ما كان لم يكن وجه لذلك (انتهى).
(قوله وفيه أولا منع استقرار بنائهم على ذلك تعبدا بل إما رجاء واحتياطا أو اطمئنانا بالبقاء أو ظنا ولو نوعا أو غفلة كما هو الحال في ساير الحيوانات دائما وفي الإنسان أحيانا... إلخ) (وحاصل الرد) هو المنع عن استقرار بناء العقلاء على العمل على طبق الحالة السابقة تعبدا بل بملاكات متعددة (فقد يكون) رجاء واحتياطا (وقد يكون) اطمئنانا بالبقاء (وقد يكون) ظنا ولو نوعا (وقد يكون غفلة) كما هو الحال في الحيوانات دائما وفي الإنسان أحيانا (وفيه ما لا يخفى) فإن بناء العقلاء على العمل على طبق الحالة السابقة وإن لم يكن هو تعبدا إذ لا تعبد في أمر العقلاء بما هم عقلاء فلا معنى الاستقرار بنائهم على العمل على طبق الحالة السابقة بما هي هي بلا ملاك له ولا موجب (ولكن) لا مانع من أن يكون بملاك الوثوق والاطمئنان الشخصي بمعنى انهم ما لم يحصل لهم الوثوق والاطمئنان بالبقاء من وجود الشيء في السابق ومن تحققه فيه لم يستصحبوا ذلك الشيء ولم يعملوا على طبق الحالة السابقة إلا رجاء