بأجمعها (ما لفظه) هذا ولكن الإنصاف عدم دلالة هذه الاخبار الا على انه لا بد من ان يحمل ما يصدر من الفاعل على الوجه الحسن عند الفاعل ولا يحمله على الوجه القبيح عنده وهذا غير ما نحن بصدده فإنه إذا فرض دوران العقد الصادر منه بين كونه صحيحا أو فاسدا لا على وجه قبيح بل فرضنا الأمرين في حقه مباحا كبيع الراهن بعد رجوع المرتهن عن الإذن واقعا أو قبله فإن الحكم بأصالة عدم ترتب الأثر على البيع مثلا مما لا يوجب خروجا عن الاخبار المتقدمة الآمرة بحسن الظن بالمؤمن في المقام خصوصا إذا كان المشكوك فعل غير المؤمن أو فعل المؤمن الذي يعتقد بصحة ما هو الفاسد عند الحامل (انتهى).
(وكيف كان) لا شبهة في ان لأصالة الصحة معنيين قد أشير إليهما آنفا ولا ربط لأحدهما بالآخر أصلا.
(ويدل على الأول) من الآيات (قوله تعالى) اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم بالتقريب المتقدم من الشيخ أعلى الله مقامه (واما قوله تعالى) وقولوا للناس حسنا فدلالتها غير واضحة وإرادة الظن والاعتقاد من القول لهم غير معلوم وتفسيره بما تقدم عن الكافي من قوله عليه السلام لا تقولوا إلا خيرا حتى تعلموا ما هو مما لا يدل على إرادة غير القول منه (وقد ذكر الطبرسي) رحمة الله في تفسيره انه روى جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى قولوا للناس حسنا قال قولوا للناس أحسن ما تحبون ان يقال لكم فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف ويحب الحليم العفيف المتعفف (انتهى).
(واما الآية الثالثة والرابعة) فهما أجنبيتان عن أصل الصحة بالمعنى الأول بلا شبهة.
(نعم الظاهر) من الاخبار بأجمعها انها من أدلة أصل الصحة بالمعنى الأول (وأما أصل الصحة بالمعنى الثاني) فالدليل الوحيد عليه هو سيرة المسلمين