عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٩
[ومقلدا، {1} ولا يكون عالما وهذا منزلة يرغب أهل الفضل عنها.]
____________________
{1} والمراد بكونه (حاكيا ومقلدا) أن يعمل مثل عمل الغير بدون أن يعلم أنه لا يستحق العقاب عليه. و (أهل الفضل) أهل الدين والتقوى. والرغبة عن هذه المنزلة أي الحكاية والتقليد، انما هي لما ذكرنا من المقدمة الضرورية للدين بل للتكليف.
وهذا الدليل يدل على وجوب العلم بمسائل أصول الفقه، وانه لا يجوز الاكتفاء فيها بالظن. ولذا ذكروا في حدها العلم وجعلوها فنا من العلوم المدونة كما قال المصنف: (هذا فن من العلم) وقال: (من دون احكام أصولها) ومن لم يحكم أصولها وصرح المصنف وغيره، بأن المبتغى بهذه الأصول، العلم. كما سيجئ في آخر الفصل الأول.
لا يقال: كثيرا ما يستدل المصنف وغيره على مسائل الأصول بظاهر القرآن وهو لا يفيد العلم بجواز التأويل، والتخصيص فيه، وان بذل الجهد، ولم يطلع عليه.
وهذا يدل على جواز الاكتفاء فيها بالظن، كما قيل: من انه لا يشترط القطع في الأصول. لان السلف أثبتوا حجية الاجماع والقياس بالظواهر من غير نكير، (انتهى).
وهذا يعارض دليلكم، ولذا قيل: ان اشتراط القطع في الأصول وعدمه على كل منهما دلائل واعتراضات مشكلة من الجانبين، سواء استدل المستدل على عدم اشتراطه، أو على اشتراطه. فالقوة للمعترض لضعف الأدلة، (انتهى).
لأنا نقول: هذا خلط بين الاحكام الأصولية الواصلية، والاحكام الأصولية الواقعية هو كشبهة تورد في المشهور على كون الفقه علما، وكون طريقه في الغالب
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 14 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367