عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٣٦٠

____________________
كانت قبائح، لكن بعضها أكبر من بعض وليس في الذنوب صغيرة وانما يكون صغيرا بالإضافة إلى ما هو أكبر منه. ويستحق العقاب عليه أكثر.
ونحوه قول ابن عباس كل ما نهى الله عنه فهو كبير. ثم قال ومعنى الآية " ان تجتنبوا كبائر ما نهيتم عنه " في هذه السورة من المناكح وأكل الأموال بالباطل وغيره من المحرمات من أول السورة إلى هذا الموضع. وتركتموها في المستقبل كفرنا عنكم ما كان منكم من ارتكابها فيما سلف. ويعضده قوله سبحانه " ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ". ثم قال: وروي ان رجلا قال لابن عباس كم الكبائر، سبع هي؟ فقال: هي إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع غير انه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع الاصرار (انتهى) (1).
ويمكن ان يسمى على أصولنا ما تعلق به نهي التحريم الشرعي كبائر ما نهى عنه، وما تعلق به نهي التنزيه أو نهي التحريم العقلي فقط صغائر ما ينهى عنه، أو سيئات مكفرة لا يقال تكفير المكروهات واجب، سواء اجتنب عن المحرمات الشرعية أو لا، وكذا القبائح العقلية المحضة لقوله تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " (2).
فما معنى الشرط في الآية، لأنا نقول: اطلاق السيئات ليس على المكروهات أو القبائح العقلية فقط، بل على القدر المشترك بينها وبين المحرمات الشرعية فمعنى الآية ان تجتنبوا المحرمات الشرعية فكان سيأتكم منحصرة في المكروهات أو القبائح العقلية، نكفر عنكم سيأتكم، لانحصارها حينئذ في المكروهات أو القبائح العقلية، وان لم تجتنبوا وكان من جملة سيئاتكم المحرمات الشرعية، فالتكفير متعلق بالمشية.

(1) مجمع البيان 3: 38 - 39.
(2) الاسراء: 15.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367