عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٣٩
وأما القياس والاجتهاد فعندنا انهما ليسا بدليلين، بل محظور استعمالهما، ونحن نبين ذلك فيما بعد، ونبين أيضا ما عندنا في صفة المفتى والمستفتي. {١}]
____________________
خطاب الرسول صلى الله عليه واله.
والمراد ب‍ (الخطاء) هنا: الغلط في حكم الله تعالى، أي في الفتوى، أو القضاء، أو في الاعتقاد.
والمراد بعدم جواز الخطاء عليه أن يصدر عنه الحكم في كل واقعة شرعية بدون خطاء.
وينبغي تخصيص الخطاء، بما كان في نفس حكم الله تعالى. فان الخطاء في محل الحكم، وفيما ليس نفس الحكم ولا محله، كالخطابيات، أي القضايا التي تتداول في المكالمات العرفية بين الناس كقولنا: زيد في بلد كذا، وعمرو حي، ونحوهما. مما يكتفى في الخبر به بالظن، وفي الاحكام العقلية جائز على الأئمة عليهم السلام (٢) فان أمكن عادة تحقق الاجماع فيها، لم يكن حجة أصلا إذ لا دليل عليه أصلا.
{١} قوله: ﴿ونبين أيضا ما عندنا في صفة المفتي والمستفتي). المراد بالمفتي من أمر الله تعالى الناس سؤاله عن ما لا يعلمون بقوله تعالى في سورة النحل، وسورة الأنبياء: " فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون﴾ (3) وهو الشاهد بالحق

(٢) ونرد على قول الشارح بجواز الخطأ في الموضوعات على الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، بالأحاديث المروية في أصول الكافي ج ١: ٢٦٠ (كتاب الحجة، باب ان الأئمة عليهم السلام يعلمون ما كان وما يكون، وانه لا يخفى عليهم الشئ صلوات الله عليهم)، حديث ١ - ٦ والأبواب التي تليها، فراجع.
(٣) سورة النحل: ٤٣وسورة الأنبياء: 7.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367