عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٢١١

____________________
ان (ما) موصولة باعتبار، ومصدرية باعتبار آخر، واستفهامية باعتبار ثالث.
و (عليكم) ظرف متعلق بحرم باعتبار، واسم فعل باعتبار آخر، و (ان) مفسرة باعتبار، ومصدرية باعتبار آخر. وب‍ (الوالدين احسانا) عطف على جملة لا تشركوا به شيئا باعتبار، وعلى به شيئا باعتبار آخر. و (الباء) للسببية باعتبار وصلة لا تشركوا باعتبار آخر. و (الوالدين) رسول الله وأمير المؤمنين عليهما الصلاة والسلام باعتبار، والأب والام النسبيان باعتبار آخر. و (احسانا) منصوب بالاغراء بتقدير (أدركوا ونحوه) باعتبار وبالعطف على (شيئا) باعتبار آخر. و (الاحسان) العبادة المقبولة وهو المبنية على العلم باعتبار، ونعمة الله تعالى باعتبار آخر. تبارك الذي لا يشغله بيان عن بيان، ولا شأن عن شأن.
وهذا الدليل أقوى من معارضه، وهو دعوى تبادر الخلاف في الأول كما قيل. ثم في رسالة المحقق الحلي رحمه الله في الأصول، المسماة بالمعارج الفرع الثاني: يجوز أن يراد باللفظ الواحد كلا معنييه حقيقة كان فيهما أو مجازا أو في أحدهما نظرا إلى الامكان لا إلى اللغة. وأحال أبو هاشم، وأبو عبد الله ذلك، وشرط أبو عبد الله في المنع شروطا أربعة: اتحاد المتكلم، و العبارة والوقت، وكون المعنيين لا ينضمهما فائدة واحدة. وقال القاضي (1) ذلك جائز ما لم يتنافيا، كاستعمال لفظة (افعل) في الامر والتهديد والوجوب والندب (2) ثم قال المحقق: واما بالنظر إلى اللغة فتنزيل المشترك على معنييه باطل لأنه لو نزل على ذلك لكان استعمالا له في غير ما وضع له، لان اللغوي لم يضعه للمجموع، بل لهذا وحده، أو لذاك وحده، فلو نزل عليهما معا لكان

(١) هو القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الحسن الأسد آبادي المعتزلي الشافعي المتوفى سنة (٤١٥ ه‍.).
(٢) المعارج: ٨ الباب الأول (المسألة الثالثة، الفائدة الثالثة، الفرع الثاني).
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367