وليس يمكن أن يقال {1}: انه وان لم نعلم مراده في الحال، فإنه يمكن أن نعلم مراده في المستقبل ضرورة بأن نضطر إلى قصده، لان ذلك لا يخلو {2} اما أن يكون وقت الحاجة إلى ما]
____________________
يخفى ان قوله (لان التأكيد خطاب) ممنوع لأنه يمكن تأكيد القصد بنصب دلالة عليه غير الخطاب تأمل فيه ولو سلم فقوله: (فيلزم فيه الخ) ممنوع لأنه يجوز أن يكون فرق فيما نحن فيه، بين ما يكون ظاهرا في شئ، وبين ما يكون حكما فيه غير محتمل بغيره. وسند المنعين، انا نجوز على كل فرد من الانسان أن لا يدل على مراده بالخطاب لضرورة ومصلحة دعته إليه، ومع هذا نعلم قطعا في بعض خطابه القصد.
{1} قوله (وليس يمكن ان يقال الخ) حاصله انا وان جوزنا إرادة غير الموضوع له مع عدم الدلالة عليه، لم يجوزه مطلقا بل بشرط أن يدل عليه في المستقبل. فلا يلزم أن لا يعلم بخطابه شيئا أصلا بل ان لا يعلم في الجملة.
{2} قوله (لان ذلك لا يخلو) يعني ان هذا التجويز مع هذا الشرط، ان كان في جميع الصور، أي سواء كان وقت الحاجة إلى البيان أم لا، فتجويزه في وقت الحاجة يلزم ما قلناه، وهو أن لا يعلم بخطابه شيئا أصلا، لان الدلالة أيضا خطاب، فيلزم فيه ما يلزم في المدلول عليه، كما يظهر مما ذكره بقوله (لان التأكيد) أو لان تجويز ذلك في الخطاب يستلزم تجويزه نحوه في الدلالة وان لم يكن خطابا.
وان كان هذا التجويز في بعض الصور وهو صورة عدم الحاجة إلى البيان فهو وان لم يكن ابطاله، بأنه قبيح لاستلزامه أن لا يعلم بخطابه شيئا أصلا،
{1} قوله (وليس يمكن ان يقال الخ) حاصله انا وان جوزنا إرادة غير الموضوع له مع عدم الدلالة عليه، لم يجوزه مطلقا بل بشرط أن يدل عليه في المستقبل. فلا يلزم أن لا يعلم بخطابه شيئا أصلا بل ان لا يعلم في الجملة.
{2} قوله (لان ذلك لا يخلو) يعني ان هذا التجويز مع هذا الشرط، ان كان في جميع الصور، أي سواء كان وقت الحاجة إلى البيان أم لا، فتجويزه في وقت الحاجة يلزم ما قلناه، وهو أن لا يعلم بخطابه شيئا أصلا، لان الدلالة أيضا خطاب، فيلزم فيه ما يلزم في المدلول عليه، كما يظهر مما ذكره بقوله (لان التأكيد) أو لان تجويز ذلك في الخطاب يستلزم تجويزه نحوه في الدلالة وان لم يكن خطابا.
وان كان هذا التجويز في بعض الصور وهو صورة عدم الحاجة إلى البيان فهو وان لم يكن ابطاله، بأنه قبيح لاستلزامه أن لا يعلم بخطابه شيئا أصلا،