عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٢٥
[وهو غير ساه عنها {1}، ولا ملجأ إليها {2}]
____________________
الواصلية والواقعية ويؤيده حكمه بعدم جواز الاجماع، وقد اعترض عليه ثمة المحقق الحلي في رسالته في الأصول بما حاصله ذلك. وأيضا ظاهره عدم تمييزه بين الاحكام العقلية والشرعية، وقد بينا التميزين في الحاشية الأولى.
{1} قوله (وهو غير ساه عنها) المراد ان المسهو عنه لا تكليف فيه من حيث هو مسهو عنه لا أنه قبيح. ولا ينافي ذلك كون التكليف حاصلا في مبادئ السهو كما في ظاهر قوله تعالى: " فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون " (3).
{2} قوله (ولا ملجأ إليها) ليس المراد بالالجاء ما تجري فيه التقية ونحوها فإنه قد يكون واجبا كما اشتهر من جواز أكل الميتة في المخمصة، وقد يكون محظورا كما في ارتكاب الدم المعصوم، بل المراد ما يكون فعل العبد معه صادرا عنه بالايجاب المحض، أو تابعا لداع موجب باعتبار مجامعته مع أمر خلقي، أو نحوه حاصل من غير العبيد فيه يمنع المجموع من الترك، فإنه حينئذ فعل اضطراري شبيه بالاختياري، وليس من شأنه أن يتصف بالحسن والقبح، ولا يصح التكليف به. وذلك كما ان العاقل ما دام عاقلا يغمض عينه، كلما قرب إبرة من عينه بقصد الغمز فيها من غير تخلف، مع انه فعل له، تابع لداعيه في الجملة، حتى أنه قال بعضهم: أنه انما يغمضه بالاختيار، وامتناع ترك الاغماض بسبب كونه عالما بضرر الترك، لا ينافي الاختيار (انتهى).
ولا شك ان عدم الالجاء شرط لأنه لا فرق بين فعل الغير في حقنا، وفعلنا الغير الاختياري. فإذا جوز اتصاف الثاني بشئ من أقسام الواقعي، حتى

(١٢٥)
مفاتيح البحث: سورة الماعون (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 121 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367