تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٥ - الصفحة ٢٣٥
«قال فإن اتبعتني» إذن له في الاتباع بعد اللتيا والتي والفاء لتفريع الشرطية على ما مر من التزام موسى عليه الصلاة والسلام للصبر والطاعة «فلا تسألني عن شيء» تشاهده من أفعالي أي لا تفاتحني بالسؤال عن حكمته فضلا عن المناقشة والاعتراض «حتى أحدث لك منه ذكرا» ي حتى أبتدئ ببيانه وفيه إيذان بأن كل ما صدر عنه فله حكمة وغاية حميدة البتة وهذا من أدب المتعلم من العالم والتابع مع المتبوع وقرئ فلا تسألني بالنون المثقلة «فانطلقا» أي موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام على الساحل يطلبان السفينة وأما يوشع فقد صرفه موسى عليه الصلاة السلام إلى بني إسرائيل قيل إنهما مرا بسفينة فكلما أهلها فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول «حتى إذا ركبا في السفينة» استعمال الركوب في أمثال هذه المواقع بكلمة في مع تجريده عنها في مثل قوله عز وجل لتركبوها وزينة على ما يقتضيه تعديته بنفسه لما أشرنا إليه في قوله تعالى وقال اركبوا فيها لا لما قيل من أن في ركوبها معنى الدخول «خرقها» قيل خرقها بعد ما لججوا حيث أخذ فاسا فقلع من ألواحها لوحين مما يلي الماء فعند ذلك «قال» موسى عليه السلام «أخرقتها لتغرق أهلها» من الإغراق وقرئ بالتشديد من التغريق وليغرق أهلها من الثلاثي «لقد جئت» أتيت وفعلت « شيئا إمرا» أي عظيما هائلا من أمر الأمر إذا عظم قيل الأصل أمرا فخفف «قال» أي الخضر عليه السلام «ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا» تذكير لما قاله من قبل وتحقيق لمضمونه متضمن للإنكار على عدم الوفاء وعده «قال لا تؤاخذني بما نسيت» بنسياني أو بالذي نسيته أو بشيء نسيته وهو وصيته بأن لا يسأله عن حكمة ما صدر عنه من الأفعال الخفية الأسباب قبل بيانه أراد أنه نسي وصيته ولا مؤاخذة على الناسي كما ورد في صحيح البخاري من أن الأول كان من موسى نسيانا أو أخرج الكلام في معرض النهي عن المؤاخذة بالنسيان يوهمه أنه قد نسي ليبسط عذره في الإنكار وهو من معاريض الكلام التي يتقي بها الكذب مع التوصل إلى الغرض أو أراد بالنسيان الترك أي لا تؤاخذني بما تركت من وصيتك أول مرة «ولا ترهقني» أي لا تغشنى ولا تحملني «من أمري» وهو اتباعه إياه «عسرا» أي لا تعسر على متابعتك ويسرها على بالإغضاء وترك المناقشة وقرئ عسرا بضمتين «فانطلقا» الفاء فصيحة أي فقبل عذره فخرجا من السفينة فانطلقا «حتى
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الرعد 2
2 قوله تعالى: وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أ إنا لفي خلق جديد. 6
3 قوله تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب. 16
4 قوله تعالى: مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم و ظلها تلك عقبى الذين اتقوا. 25
5 سورة إبراهيم 30
6 قوله تعالى: قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض. 36
7 قوله تعالى: ألهم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. 45
8 الجزء الرابع عشر (سورة الحجر) قوله تعالى: الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين. 63
9 قوله تعالى: نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم. 80
10 (سورة النحل) قوله تعالى: أتى أمر الله فلا تستعجلوه. 94
11 قوله تعالى: وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة. 110
12 قوله تعالى: وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فارهبون. 119
13 قوله تعالى: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا. 129
14 قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى. 136
15 قوله تعالى: يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون. 144
16 الجزء الخامس عشر (سورة الإسراء) قوله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. 154
17 قوله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. 166
18 قوله تعالى: وقل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم. 177
19 قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات. 186
20 قوله تعالى: أولم يروا أن الله خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم. 197
21 (سورة الكهف) 202
22 قوله تعالى: وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين. 211
23 قوله تعالى: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و حففناهما بنخل. 221
24 قوله تعالى: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم. 228
25 الجزء السادس عشر قوله تعالى: قال ألم أقل لك إنك تستطيع معي صبرا. 236
26 قوله تعالى: وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا. 247
27 (سورة مريم عليها السلام) 252
28 قوله تعالى: فحملته فانتبذت به مكانا قصيا. 261
29 قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف تلقون غيا. 272