ما شرطية والجواب فكلوا وقد جوز كونها مبتدأ على تقدير كونها موصولة أيضا والخبر كلوا وانما دخلته الفاء تشبيها للموصول باسم الشرط ومن الجوارح حال من الموصول أو ضميره المحذوف والجوارح الكواسب من سباع البهائم والطير وقيل سميت بها لأنها تجرح الصيد غالبا «مكلبين» أي معلمين لها الصيد والمكلب مؤدب الجوارح ومضريها بالصيد مشتق من الكلب لان التأديب كثيرا ما يقع فيه أو لان كل سبع يسمى كلبا لقوله عليه الصلاة والسلام في حق عتبة بن أبي لهب حين أراد سفر الشام فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبا من كلابك فاكله الأسد وانتصابه على الحالية من فاعل علمتم وفائتها المبالغة في التعليم لما ان الاسم المكلب لا يقع الا على النحرير في علمه وقرئ مكلبين بالتخفيف والمعنى واحد «تعلمونهن» حال ثانية منه أو حال من ضمير مكلبين أو استئناف «مما علمكم الله» من الحيل وطرق التعليم والتأديب فان العلم به الهام من الله تعالى أو مكتسب بالعقل الذي هو منحة منه أو مما عرفكم ان تعلموه من اتباع الصيد بارسال صاحبه وانزجاره بزجره وانصرافه بدعائه وامساك الصيد عليه وعدم اكله منه «فكلوا مما أمسكن عليكم» قد مر فيما سبق ان هذه الجملة على تقدير كون ما شرطية جواب الشرط وعلى تقدير كونها موصولة مرفوعة على الابتداء خبر لها واما على تقدير كونها عطفا على الطيبات فهي جملة متفرعة على بيان حل صيد الجوارح المعلمة مبينة للمضاف المقدر الذي هو المعطوف وبه يتعلق الاحلال حقيقة ومشيرة إلى نتيجة التعليم واثره داخلة تحت الامر فالفاء فيها كما في قوله أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ومن تبعيضية لما ان البعض مما لا يتعلق به الاكل الجلود والعظام والريش وغير ذلك ومما موصولة أو موصوفة حذف عائدها وعلى متعلقة بأمسكن أي فكلوا بعض ما أمسكنه عليكم وهو الذي لم يأكلن منه واما ما أكلن منه فهو مما أمسكنه على أنفسهن لقوله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم وان اكل منه فلا تأكل انما امسك على نفسه واليه ذهب أكثر الفقهاء وقال بعضهم لا يشترط عدم الاكل في سباع الطير لما ان تأديبها إلى هذه الدرجة متعذر وقال آخرون لا يشترط ذلك مطلقا وقد روى عن سلمان وسعد ابن أبي وقاص وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم انه إذا الكلب ثلثيه وبقي ثلثه وقد ذكرت اسم الله عليه فكل «واذكروا اسم الله عليه» الضمير لما علمتم أي سموا عليه عند ارساله أو لما أمسكنه أي سموا عليه إذا أدركتم ذكاته «واتقوا الله» في شان محرماته «إن الله سريع الحساب» أي سريع إتيان حسابه أو سريع تمامه وإذا شرع فيه يتم في أقرب ما يكون من الزمان والمعنى على التقديرين انه يؤاخذكم سريعا في كل ما جل ودق واظهار الاسم الجليل في موقع الاضمار لتربية المهابة وتعليل الحكم «اليوم أحل
(٨)