تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٣ - الصفحة ٢٦
كان ذلك لهما روحا وسلامة كالنار لإبراهيم وملائكة العذاب عليهم السلام وروى ان هارون مات في النية ومات موسى بعده بسنه ودخل يوشع أريحا بعد موته بثلاثة أشهر ولا يساعده ظاهر النظم الكريم فإنه تعالى بعد ما قبل دعوته على بني إسرائيل وعذبهم بالتيه بعيدان ينجى بعض المدعو عليهم أو ذراريهم ويقدر وفاتهما في محل العقوبة ظاهرا وان كان ذلك لهما منزل روح وراحة وقد قيل انهما لم يكونا معهم في التيه وهو الأنسب بتفسير الفرق بالمباعدة ومن قال بأنهما كانا معهم فيه فقد فسر الفرق بما ذكر من الحكم بما يستحقه كل فريق «فلا تأس» فلا تحزن «على القوم الفاسقين» روى انه عليه السلام ندم على دعاءه عليهم فقيل لا تندم ولا تحزن فإنهم أحقاء بذلك لفسقهم «واتل عليهم» عطف على مقدر تعلق به قوله تعالى وإذا قال موسى الخ وتعلقه به من حيث انه تمهيد لما سيأتي من جنايات بنى إسرائيل بعد ما كتب عليهم ما كتب وجاءتهم الرسل بما جاءت به من البينات «نبأ ابني آدم» هما قابيل وهابيل ونقل عن الحسن والضحاك انهما رجلان من بنى إسرائيل بقرينه آخر القصة وليس كذلك أوحى الله عز وجل إلى ادم ان يزوج كلا منهما توأمة الاخر وكانت توأمة قابيل أجمل واسمها إقليما فحسد عليها أخاه وسخط وزعم ان ذلك ليس من عند الله تعالى بل من جهة ادم عليه السلام فقال لهما عليه السلام قربا قربانا فمن أيكما قبل تزوجها ففعلا فنزلت نار على قربان هابيل فأكلته ولم تتعرض لقربان قابيل فازداد قابيل حسدا وسخطا وفعل ما فعل «بالحق» متعلق بمحذوف وقع صفه لمصدر محذوف أي تلاوة ملتبسه با لحق والصحة أو حالا من فاعل أتل أو من مفعوله اى ملتبسا أنت أو نبأهما بالحق والصدق حسبما تقرر في كتب الأولين «إذ قربا قربانا» منصوب بالنبأ ظرف له اى أتل قصتهما ونبأهما في ذلك الوقت وقيل بدل منه على حذف المضاف اى أتل عليهم نبأهما نبا ذلك الوقت ورد عليه بان إذ لا يضاف اليهما غير الزمان كوقتئذ وحينئذ والقربان اسم لما يتقرب به إلى الله تعالى من نسك أو صدقه كالحلوان اسم لما يحلى اى يعطى وتوحيده لما انه في الأصل مصدر وقيل تقديره إذ قرب كل منهما قربانا «فتقبل من أحدهما» هو هابيل قيل كان هو صاحب ضرع وقرب جملا سمينا فنزلت نار فأكلته «ولم يتقبل من الآخر» هو قابيل قيل كان هو صاحب زرع وقرب أردأ ما عنده من القمح فلم تتعرض له النار أصلا «قال» استئناف مبني على سؤال نشا من سوق الكلام كأنه قيل فماذا قال من لم يتقبل قربانه فقيل قال لأخيه لتضاعف سخطه وحسده لما ظهر فضله عليه عند الله عز وجل «لأقتلنك» اى والله لأقتلنك بالنون المشددة وقرئ بالمخففة «قال» استئناف كما قبله اى قال الذي تقبل قربانه لما رأى ان حسده لقبول قربانه وعدم قبول قربانه نفسه «إنما يتقبل الله» اى القربان «من المتقين» لامن غيرهم وانما تقبل قرباني ورد قربانك لما فينا من التقوى وعدمه اى انما اتيت من قبل نفسك لا من
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 5 - سورة المائدة قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 2
2 قوله تعالى: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل. 14
3 قوله تعالى: واتل عليهم بناء بني آدم بالحق. 26
4 قوله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. 36
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. 47
6 قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. 60
7 (الجزء السابع) قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. 71
8 قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. 82
9 قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم. 93
10 6 _ سورة الأنعام 104
11 قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. 116
12 قوله تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله. 129
13 قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. 143
14 قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة. 151
15 قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى. 164
16 (الجزء الثامن) قوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة. 174
17 قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. 184
18 قوله تعالى: هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات. 191
19 قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا. 197
20 7 - سورة الأعراف قوله تعالى: المص. 209
21 قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. 224
22 قوله تعالى: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. 230
23 قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا و قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 237
24 (الجزء التاسع) قوله تعالى: قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنكما شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا. 248
25 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون. 260
26 قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. 268
27 قوله تعالى: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك. 278
28 قوله تعالى: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. 289
29 قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها. 302