بربع الرأس ومالك مسح الكل اخذا بالاحتياط «وأرجلكم إلى الكعبين» بالنصب عطفا على وجوهكم ويؤيده السنة الشائعة وعمل الصحابة وقول أكثر الأئمة والتحديد إذا المسح لم يعهد محدودا وقرء بالجر على الجوار ونظيره في القران كثير كقوله تعالى عذاب يوم اليم ونظائره وللنحاة في ذلك باب مفرد وفائدته التنبيه على انه ينبغي ان يقتصد في صب الماء عليها ويغسلها غسلا قريبا من المسح وفي الفصل بينه وبين أخواته ايماء إلى أفضلية الترتيب وقرء بالرفع أي وأرجلكم مغسولة «وإن كنتم جنبا فاطهروا» أي فاغتسلوا وقرء فاطهروا أي فطهروا أبدانكم وفي تعليق الامر بالطهارة الكبرى بالحدث الأكبر إشارة إلى اشتراط الامر بالطهارة الصغرى بالحدث الأصغر «وإن كنتم مرضى» مرضا يخاف به الهلاك أو ازدياده باستعمال الماء «أو على سفر» أي مستقرين عليه «أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه» من لابتداء الغاية وقيل للتبعيض وهي متعلقة بامسحوا وقرء فأموا صعيدا وقد مر تفسير الآية الكريمة مشبعا في سورة النساء فليرجع اليه ولعل التكرير ليتصل الكلام في أنواع الطهارة «ما يريد الله» أي ما يريد بالامر بالطهارة للصلاة أو بالمر بالتيمم «ليجعل عليكم من حرج» من ضيق في الامتثال به «ولكن يريد» ما يريد بذلك «ليطهركم» أي لينظفكم أو ليطهركم عن الذنوب فان الوضوء مكفر لها أو ليطهركم بالتراب إذا اعوزكم التطهر بالماء فمفعول يريد في الموضعين محذوف واللام للعلة وقيل مزيده والمعنى ما يريد الله ان يجعل عليكم من حرج في باب الطهارة حتى لا يرخص لكم في التيمم ولكن يريد ان يطهركم بالتراب إذا اعوزكم التطهر بالماء «وليتم» بشرعه ما هو مطهرة لا لأبدانكم ومكفرة لذنوبكم «نعمته عليكم» في الدين أو ليتم برخصة إنعامه عليكم بعزائمه «لعلكم تشكرون» نعمته ومن لطائف الآية الكريمة انها مشتملة على سبعة أمور كلها مثنى طهارتان أصل وبدل والأصل اثنان مستوعب وغير مستوعب باعتبار الفعل غسل ومسح وباعتبار المحل محدود وغير محدود وان آلتهما مائع وجامد وموجبهما حدث أصغر وأكبر وان المبيح للعدول إلى البدل مرض وسفر وان الموعود عليهما تطهير الذنوب واتمام النعمة «واذكروا نعمة الله عليكم» بالاسلام لتذكركم المنعم وترغبكم في شكره «وميثاقه الذي واثقكم به» أي عهده المؤكد الذي اخذه عليكم وقوله تعالى «إذ قلتم سمعنا وأطعنا» ظرف لواثقكم به أو لمحذوف لمحذوف وقع حالا من الضمير المجرور في به أو من ميثاقه أي كائنا وقت قولكم سمعنا وأطعنا وفائدة التقييد به تأكيد وجوب مراعاته بتذكير قبولهم والتزامهم بالمحافظة عليه وهو الميثاق الذي اخذه على المسلمين حين بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في حال العسر واليسر والمنشط والمكره وقيل هو الميثاق الواقع ليلة العقبة وفي بيعة الرضوان واضافته اليه تعالى مع صدوره عنه عليه الصلاة والسلام لكون المرجع اليه كما نطق به قوله تعالى ان
(١١)