تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٣ - الصفحة ٦
«حرمت عليكم الميتة» شروع في بيان المحرمات التي أشير إليها بقوله تعالى الا ما يتلى عليكم والميتة ما فارقه الروح من غير ذبح «والدم» أي المسفوح منه لقوله تعالى أو دما مسفوحا وكان أهل الجاهلية يصبونه في الأمعاء ويشوونه ويقولون لم يحرم من فزدله أي من فصد له «ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به» أي رفع الصوت لغير الله عند ذبحه كقولهم باسم اللات والعزى «والمنخنقة» أي التي ماتت بالخنق «والموقوذة» أي التي قتلت بالضرب بالخشب ونحوه من وقذته إذا ضربته «والمتردية» أي التي تردت من علو أو إلى بئر فماتت «والنطيحة» أي التي نطحتها أخرى فماتت بالنطح والتاء للنقل وقرئ والمنطوحة «وما أكل السبع» أي وما اكل منه السبع فمات وقرئ بسكون الباء وقرئ وأكيل السبع وفيه دليل على ان جوارح الصيد إذا اكلت مما صادته لم يحل «إلا ما ذكيتم» الا ما أدركتم ذكاته وفيه بقية حياة يضطرب اضطراب المذبوح وقيل الاستثناء مخصوص بما اكل السبع والذكاة في الشرع بقطع الحلقوم والمرىء بمحدد «وما ذبح على النصب» قيل هو منفرد وقيل جمع نصاب وقرئ بسكون الصاد وأيا ما كان فهو واحد الأنصاب وهي أحجار كانت منصوبة حول البيت يذبحون عليها ويعدون ذلك قربة وقيل هي الأصنام «وأن تستقسموا بالأزلام» جمع زلم وهو القدح أي وحرم عليكم الاستقسام بالأقداح وذلك انهم إذا قصدوا فعلا ضربوا ثلاثة أقداح مكتوب على أحدها امرني ربي وعلى الثاني نهاني ربي وعلى الثالث فان خرج الامر مضوا على ذلك وان خرج الناهي اجتنبوا عنه وان خرج الغافل أجالوها مرة أخرى فمعنى الاستقسام طلب معرفة ما قسم لهم بالأزلام وقيل هو استقسام الجزور بالأقداح على الأنصباء المعهودة «ذلكم» إشارة إلى الاستقسام بالأزلام ومعنى البعد فيه للإشارة إلى بعد منزلته في الشر «فسق» تمرد وخروج عن الحدود دخول في علم الغيب وضلال باعتقاد انه طريق اليه وافتراء على الله سبحانه ان كان هو المراد بقولهم ربي وشرك وجهالة ان كان هو الصنم وقيل ذلكم إشارة إلى تناول المحرمات المعدودة لان معنى تحريمها تحريم تناولها «اليوم» اللام للعهد والمراد به الزمان الحاضر وما يتصل به من الأزمنة الماضية الآتية وقيل يوم نزولها وقد نزلت بعد عصر الجمعة يوم عرفة في حجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفات على العضباء فكادت عضد الناقة تندق لثقلها فبركت وأياما كان فهو منصوب على انه ظرف لقوله تعالى «يئس الذين كفروا من دينكم» أي من ابطاله ورجوعكم عنه بتحليل هذه لخبائث أو غيرها أو من ان يغلبوكم عليه لما شاهدوا من ان الله عز وجل وفي بوعده حيث أظهره على الدين كله وهو الأنسب بقوله
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 5 - سورة المائدة قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 2
2 قوله تعالى: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل. 14
3 قوله تعالى: واتل عليهم بناء بني آدم بالحق. 26
4 قوله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. 36
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. 47
6 قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. 60
7 (الجزء السابع) قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. 71
8 قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. 82
9 قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم. 93
10 6 _ سورة الأنعام 104
11 قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. 116
12 قوله تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله. 129
13 قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. 143
14 قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة. 151
15 قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى. 164
16 (الجزء الثامن) قوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة. 174
17 قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. 184
18 قوله تعالى: هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات. 191
19 قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا. 197
20 7 - سورة الأعراف قوله تعالى: المص. 209
21 قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. 224
22 قوله تعالى: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. 230
23 قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا و قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 237
24 (الجزء التاسع) قوله تعالى: قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنكما شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا. 248
25 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون. 260
26 قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. 268
27 قوله تعالى: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك. 278
28 قوله تعالى: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. 289
29 قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها. 302