تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٣ - الصفحة ٧
تعالى «فلا تخشوهم» أي ان يظهروا عليكم «واخشون» أي وأخلصوا إلى الخشية «اليوم أكملت لكم دينكم» بالنصر والاظهار على الأديان كلها أو بالتنصيص على قواعد العقائد والتوقيف على أصول الشرائع وقوانين الاجتهاد وتقديم الجار والمجرور للايذان من أول الامر بان الاكمال لمنفعتهم ومصلحتهم كما في قوله تعالى ألم نشرح لك صدرك وعليكم في قوله تعالى «وأتممت عليكم نعمتي» متعلق بأتممت لا بنعمتي لان المصدر لا يتقدم عليه معموله وتقديمه على المفعول الصريح لما مر مرات أي أتممتها بفتح مكة ودخولها آمنين ظاهرين وهدم منار الجاهلية ومناسكها والنهي عن حج المشرك وطواف العريان أو باكمال الدين والشرائع أو بالهداية والتوفيق قيل معنى أتممت عليكم نعمتي أنجزت لكم وعدي بقولي ولاتم نعمتي عليكم «ورضيت لكم الإسلام دينا» أي اخترته لكم من بين الأديان وهو الدين عند الله لا غير عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين اية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي اية قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي الآية قال عمر رضي الله تعالى عنه عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي أنزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة أشار رضي الله تعالى عنه إلى ان ذلك اليوم عيد لنا وروي انه لما نزلت هذه الآية بكى عمر رضي الله تعالى عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر قال أبكاني انا كنا في زيادة من ديننا فإذ أكمل فإنه لا يكمل شئ الا نقص فقال عليه الصلاة والسلام صدقت فكانت هذه الآية نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم فما لبث بعد ذلك الا أحدا وثمانين يوما «فمن اضطر» متصل بذكر المحرمات وما بينهما اعتراض بما يوجب ان يجتنب عنه وهو ان تناولها فسوق وحرمتها من جملة الدين والنعمة التامة والاسلام المرضى أي فمن اضطر إلى تناول شئ من هذه المحرمات «في مخمصة» أي مجاعة يخاف معها الموت أو مباديه «غير متجانف لإثم» قيل غير مائل ومنحرف اليه بان يأكلها تلذذا أو مجاوزا حد الرخصة أو ينتزعها من مضطر اخر كقوله تعالى غير باغ ولا عاد «فإن الله غفور رحيم» لا يؤاخذه بذلك «يسألونك ماذا أحل لهم» شروع في تفصيل المحللات التي ذكر بعضها على وجه الاجمال اثر بيان المحرمات كأنهم سألوا عنها عند بيان أضدادها ولتضمن السؤال معنى القول أوقع على الجملة فماذا مبتدأ وأحل لهم خبره وضمير الغيبة لما ان يسألون بلفظ الغيبة فإنه كما يعتبر حال المحكى عنه فيقال اقسم زيد لأفعلن يعتبر حال الحاكي فيقال اقسم زيد ليفعلن والمسؤول ما أحل لهم من المطاعم «قل أحل لكم الطيبات» أي ما لم تستخبثه الطباع السليمة ولم تنفر عنه كما في قوله تعالى ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث «وما علمتم من الجوارح» عطف على الطيبات بتقدير المضاف على ان ما موصولة والعائد محذوف أي وصيد ما علمتموه أو مبتدأ على ان
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 5 - سورة المائدة قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 2
2 قوله تعالى: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل. 14
3 قوله تعالى: واتل عليهم بناء بني آدم بالحق. 26
4 قوله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. 36
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. 47
6 قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. 60
7 (الجزء السابع) قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. 71
8 قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. 82
9 قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم. 93
10 6 _ سورة الأنعام 104
11 قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. 116
12 قوله تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله. 129
13 قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. 143
14 قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة. 151
15 قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى. 164
16 (الجزء الثامن) قوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة. 174
17 قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. 184
18 قوله تعالى: هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات. 191
19 قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا. 197
20 7 - سورة الأعراف قوله تعالى: المص. 209
21 قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. 224
22 قوله تعالى: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. 230
23 قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا و قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 237
24 (الجزء التاسع) قوله تعالى: قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنكما شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا. 248
25 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون. 260
26 قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. 268
27 قوله تعالى: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك. 278
28 قوله تعالى: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. 289
29 قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها. 302