تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ١ - الصفحة ٢٦٧
«يمحق الله الربا» أي يذهب ببركته ويهلك المال الذي يدخل فيه «ويربي الصدقات» يضاعف ثوابها ويبارك فيها ويزيد المال الذي أخرجت منه الصدقة ويربيها كما يربى أحدكم مهره وعنه عليه الصلاة والسلام ما نقصت زكاة من مال قط «والله لا يحب» أي لا يرضى لأن الحب مختص بالتوابين «كل كفار» مصر على تحليل المحرمات «أثيم» منهمك في ارتكابه «إن الذين آمنوا» بالله ورسوله وبما جاءهم «وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة» تخصيصهما بالذكر مع اندراجهما في الصالحات لانافتهما على سائر الأعمال الصالحة على طريقة ذكر جبريل وميكال عقيب الملائكة عليهم السلام «لهم أجرهم» جملة من مبتدأ وخبر واقعة خبرا لأن أي لهم أجرهم الموعود لهم وقوله تعالى «عند ربهم» حال من أجرهم وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإفاضة إلى ضميرهم مزيد لطف وتشريف لهم «ولا خوف عليهم» من مكروه آت «ولا هم يحزنون» من محبوب فات «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله» أي قوا أنفسكم عقابه «وذروا ما بقي من الربا» أي واتركوا بقايا ما شرطتم منه على الناس تركا كليا «إن كنتم مؤمنين» على الحقيقة فغن ذلك مستلزم لامتثال ما أمرتم به البتة وهو شرط حذف جوابه ثقة بما قبله أي أن كنتم مؤمنين فاتقوا وذروه الخ روى أنه كان لثقيف مال على بعض قريش فطالبوهم عند المحل بالمال والربا فنزلت «فإن لم تفعلوا» أي ما أمرتم به من الاتقاء وترك البقايا إما مع إنكار حرمته وإما مع الاعتراف بها «فأذنوا بحرب من الله ورسوله» أي فاعلموا بها من أذن بالشئ إذا علم به أما على الأول فكحرب المرتدين وأما على الثاني فكحرب البغاة وقرئ فآذنوا أي فاعلموا غيركم قيل هو من الأذان وهو الاستماع فإنه من طرق العلم وقرئ فأيقنوا وهو مؤيد لقراءة العامة وتنكير حرب للتفخيم ومن متعلقة بمحذوف وقع صفة لها مؤكدة لفخامتها أي بنوع من الحرب عظيم لا يقادر قدره كائن من عند الله ورسوله روى أنه لما نزلت قالت ثقيف لابد لنا بحرب الله ورسوله «وإن تبتم» من الارتباء مع الإيمان بحرمتها بعد ما سمعتموه من الوعيد «فلكم رؤوس أموالكم» تأخذونها كملا «لا تظلمون» غرماءكم بأخذ الزيادة والجملة إما مستأنفة لا محل لها من الإعراب أو حال من الضمير في لكم والعامل ما تضمنه الجار من الاستقرار «ولا تظلمون» عطف على ما قبله أي لا تظلمون أنتم من قبلهم بالمطل
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة قاضي القضاة أبو السعود 3
2 (الجزء الأول) 1 - سورة الفاتحة 7
3 2 - سورة البقرة 20
4 تفسير قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها 71
5 أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم 97
6 وإذا استسقى موسى لقومه 105
7 أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون 116
8 ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون 130
9 ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير 142
10 وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن 154
11 (الجزء الثاني) سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها 170
12 إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما 181
13 ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر 192
14 يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها 203
15 واذكروا الله في أيام معدودات 210
16 يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما 218
17 والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة 230
18 ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت 237
19 (الجزء الثالث) تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض 245
20 قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حميد 258
21 ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء 264
22 وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة 271