حين خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة - فقال يا رسول الله أ تخلفني على النساء والصبيان - فقال يا أمير المؤمنين - أ ما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى - حين قال له أخلفني في قومي وأصلح - فقال الله واولى الامر منكم - قال علي بن أبي طالب ولاه الله أمر الأمة بعد محمد - وحين خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة - فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه وفيه عنه عن إبانة الفلكي ": إنها نزلت حين شكا أبو بريدة من علي عليه السلام الخبر وفي العبقات عن كتاب ينابيع المودة للشيخ سليمان بن إبراهيم البلخي عن المناقب عن سليم بن قيس الهلالي عن علي في حديث قال: وأما أدنى ما يكون به العبد ضالا - أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده - الذي أمر الله عباده بطاعته وفرض ولايته - قال سليم قلت يا أمير المؤمنين صفهم لي - قال الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال - يا أيها الذين آمنوا - أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم - فقلت له جعلني الله فداك أوضح لي - فقال الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواضع - وفي آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل إليه - إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدى - إن تمسكتم بهما كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي - فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا - حتى يردا على الحوض كهاتين وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين وجمع مسبحته والوسطى - فتمسكوا بهما ولا تقدموهم فتضلوا أقول والروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في المعاني السابقة كثيرة جدا وقد اقتصرنا فيما نقلناه على إيراد نموذج من كل صنف منها وعلى من يطلبها أن يراجع جوامع الحديث.
وأما الذي روى عن قدماء المفسرين فهى ثلاثة أقوال الخلفاء الراشدون وامراء السرايا والعلماء وما نقل عن الضحاك أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو يرجع إلى القول الثالث فإن اللفظ المنقول منه أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم الدعاة الرواة وظاهره أنه تعليل بالعلم فيرجع إلى التفسير بالعلماء.
واعلم أيضا أنه قد نقل في أسباب نزول هذه الآيات أمور كثيرة وقصص مختلفة شتى لكن التأمل فيها لا يدع ريبا في أنها جميعا من قبيل التطبيق النظري من رواتها ولذلك تركنا إيرادها لعدم الجدوى في نقلها وإن شئت تصديق ذلك فعليك بالرجوع