تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٦
أو يقال إن هذه العصمة لا تنتهي إلى عامل خارق للعادة بل الاسلام بنى تربيته العامة على أصول دقيقة تنتج هذه النتيجة إن أهل الحل والعقد من الأمة لا يغلطون فيما اجتمعوا عليه ولا يعرضهم الخطأ فيما رأوه.
وهذا الاحتمال مع كونه باطلا من جهة منافاته الناموس العام وهو أن إدراك الكل هو مجموع إدراكات الابعاض وإذا جاز الخطأ على كل واحد واحد جاز على الكل يرد عليه أن رأي اولي الامر بهذا المعنى لو اعتمد في صحته وعصمته على مثل هذا العامل غير المغلوب لم يتخلف عن أثره فإلى أين تنتهي هذه الأباطيل والفسادات التي ملأت العالم الاسلامي؟
وكم من منتدى إسلامي بعد رحلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم اجتمع فيه أهل الحل والعقد من المسلمين على ما اجتمعوا عليه ثم سلكوا طريقا يهديهم إليه رأيهم فلم يزيدوا إلا ضلالا ولم يزد إسعادهم المسمين إلا شقاء ولم يمكث الاجتماع الديني بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون أن عاد إلى إمبراطورية ظالمة حاطمة! فليبحث الباحث الناقد في الفتن الناشئة منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما استتبعته من دماء مسفوكة وأعراض مهتوكة وأموال منهوبة وأحكام عطلت وحدود أبطلت! ثم ليبحث في منشئها ومحتدها وأصولها وأعراقها هل تنتهي الأسباب العاملة فيها إلا إلى ما رأته أهل الحل والعقد من الأمة ثم حملوا ما رأوه على أكتاف الناس؟
فهذا حال هذا الركن الركين الذي يعتمد عليه بناية الدين أعني رأي أهل الحل والعقد لو كان هو المراد بأولي الامر المعصومين في رأيهم.
فلا مناص على القول بأن المراد بأولي الامر أهل الحل والعقد من أن نقول بجواز خطأهم وأنهم على حد سائر الناس يصيبون ويخطؤون غير أنهم لما كانوا عصابة فاضلة خبيرة بالأمور مدربين مجربين يقل خطؤهم جدا وأن الامر بوجوب طاعتهم مع كونهم ربما يغلطون ويخطؤون من باب المسامحة في موارد الخطأ نظرا إلى المصلحة الغالبة في مداخلتهم فلو حكموا بما يغاير حكم الكتاب والسنة ويطابق ما شخصوه من مصلحة الأمة بتفسير حكم من أحكام الدين بغير ما كان يفسر سابقا أو تغيير حكم بما يوافق صلاح الوقت أو طبع الأمة أو وضع حاضر الدنيا كان هو المتبع وهو الذي يرتضيه الدين لأنه لا يريد إلا سعادة المجتمع ورقيه في اجتماعه كما هو الظاهر المتراءى من سير الحكومات الاسلامية في صدر الاسلام ومن دونهم فلم يمنع حكم من الاحكام الدائرة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة آل عمران 4
2 (130 - 138) تعليم القرآن وقرانه العلم بالعمل (بحث قرآني) 18
3 (139 - 148) كلام في الامتحان وحقيقته. (بحث قرآني) 31
4 (149 - 155) معنى العفو والمغفرة في القرآن. (بحث قرآني) 51
5 (172 - 175) كلام في التوكل. (بحث قرآني) 65
6 (172 - 175) فهرس أسامي شهداء أحد. (بحث تاريخي) 74
7 (190 - 199) مقايسة بين القرآن والتوراة في أمر النساء. (بحث فلسفي) 89
8 (200) كلام في المرابطة في المجتمع الاسلامي في فصول: (200) 1 - الانسان والاجتماع. (بحث قرآني) 92
9 (200) 2 - الانسان ونموه في اجتماعه. (بحث قرآني) 92
10 (200) 3 - الاسلام وعنايته بالاجتماع. (بحث قرآني) 94
11 (200) 4 - اعتبار الاسلام رابطة الفرد والمجتمع. (بحث قرآني) 95
12 5 - هل تقبل سنة الاسلام الاجتماعية (200) الاجزاء والبقاء؟ (بحث قرآني) 98
13 (200) 6 - بماذا يتكون ويعيش الاجتماع الاسلامي؟ (بحث قرآني) 107
14 (200) 7 - منطقان منطق التعقل ومنطق الاحساس (بحث قرآني) 112
15 8 - ما معنى ابتغاء الاجر عند الله (200) والاعراض عن غيره؟ (بحث قرآني) 114
16 (200) 9 - ما معنى الحرية في الاسلام؟ (بحث قرآني) 116
17 10 - ما هو الطريق إلى التحول والكامل (200) في المجتمع الاسلامي؟ (بحث قرآني) 117
18 11 - هل الدين يفي بإسعاد هذه الحياة (200) الحاضرة؟ (بحث قرآني) 120
19 12 - من الذي يتقلد ولاية المجتمع في (200) الاسلام؟ وما سيرته؟ (بحث قرآني) 121
20 (200) 13 - ثغر المملكة الاسلامية هو الاعتقاد دون الحدود الطبيعية أو الاصطلاحية. (بحث قرآني) 125
21 (200) 14 - الاسلام اجتماعي بجميع شؤونه. (بحث قرآني) 126
22 (200) 15 - الدين الحق هو الغالب على الدنيا بالآخرة. (بحث قرآني) 131
23 سورة النساء 134
24 (1) في عمر النوع الانساني والانسان الأولي. (بحث قرآني) 139
25 (1) في أن النسل الحاضر ينتهي إلى آدم وزوجته. (بحث قرآني) 141
26 (1) في أن الانسان نوع مستقل غير متحول من نوع آخر. (بحث قرآني) 143
27 (1) في تناسل الطبقة الثانية من الانسان. (بحث قرآني) 144
28 (2 - 6) في الجاهلية الأولى. (بحث قرآني) 151
29 (2 - 6) كيف ظهرت الدعوة الاسلامية؟ (بحث قرآني) 155
30 (2 - 6) في أن جميع المال لجميع الناس ثم الاختصاص. (بحث قرآني) 171
31 (2 - 6) بحث علمي في فصول ثلاثة: (2 - 6) 1 - النكاح من مقاصد الطبيعة. (بحث علمي) 178
32 (2 - 6) 2 - استيلاء الذكور على الإناث. (بحث علمي) 182
33 (2 - 6) 3 - تعدد الزوجات. (بحث علمي) 182
34 (2 - 6) في تعدد أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (بحث علمي) 195
35 (7 - 10) في رجوع العمل إلى صاحبه. (بحث قرآني) 201
36 (11 - 14) كلام في الإرث على وجه كلي. (بحث قرآني) 212
37 (11 - 14) بحث علمي في فصول: (بحث علمي) 222
38 (11 - 14) 1 - ظهور الإرث. (بحث علمي) 222
39 (11 - 14) 2 - تحول الإرث تدريجا. (بحث علمي) 223
40 (11 - 14) 3 - الوراثة بين الأمم المتمدنة. (بحث علمي) 224
41 (11 - 14) 4 - ماذا صنع الاسلام والظرف هذا الظرف؟ (بحث علمي) 226
42 5 - علام استقر حال النساء والأيتام في (11 - 14) الاسلام؟ (بحث علمي) 228
43 (11 - 14) 6 - قوانين الإرث الحديثة. (بحث علمي) 231
44 (11 - 14) 7 - مقايسة ما بين هذه السنن. (بحث علمي) 232
45 (11 - 14) 8 - الوصية. (بحث علمي) 233
46 (17 - 18) كلام في التوبة وفيه أبحاث. (بحث قرآني) 244
47 (23 - 28) كلام في معنى الابن شرعا. (بحث علمي) 311
48 (23 - 28) في حكمة تحريم محرمات النكاح. (بحث علمي) 313
49 (31) كلام في الكبائر والصغائر وتكفير السيئات. (بحث قرآني) 324
50 (32 - 35) كلام في حقيقة قرآنية. (بحث قرآني) 339
51 (32 - 35) كلام في معنى قيمومة الرجال على النساء. (بحث قرآني) 346
52 (71 - 76) كلام في الغيرة والعصبية. (بحث قرآني) 420