العذاب - هب هذه الجلود عصت فعذبت فما بال الغير - قال أبو عبد الله عليه السلام ويحك هي هي وهي غيرها - قال أعقلني هذا القول فقال له - أ رأيت لو أن رجلا عمد إلى لبنة فكسرها - ثم صب عليها الماء وجبلها - ثم ردها إلى هيئتها الأولى ألم تكن هي هي وهي غيرها - فقال بلى أمتع الله بك:
أقول ورواه في الاحتجاج أيضا عن حفص بن غياث عنه عليه السلام والقمي في تفسيره مرسلا ويعود حقيقة الجواب إلى أن وحدة المادة محفوظة بوحدة الصورة فبدن الانسان كأجزاء بدنه باق على وحدته ما دام الانسان هو الانسان وإن تغير البدن بأي تغير حدث فيه.
وفي الفقيه قال: سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل - لهم فيها أزواج مطهرة قال - الأزواج المطهرة اللاتي لا يحضن ولا يحدثن وفي تفسير البرهان: في قوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الآية عن محمد بن إبراهيم النعماني بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال:
سألته عن قول الله عز وجل - إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها - وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فقال - أمر الله الامام أن يؤدى الأمانة إلى الامام الذي بعده - ليس له أن يزويها عنه أ لا تسمع قوله - وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل - إن الله نعما يعظكم به - هم الحكام يا زرارة إنه خاطب بها الحكام:
أقول وصدر الحديث مروى بطرق كثيرة عنهم عليهم السلام وذيله يدل على أنه من باب الجري وأن الآية نازلة في مطلق الحكم وإعطاء ذي الحق حقه فينطبق على مثل ما تقدم سابقا.
وفي معناه ما في الدر المنثور عن سعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال: حق على الامام أن يحكم بما أنزل الله - وأن يؤدى الأمانة - فإذا فعل ذلك فحق على الناس أن يسمعوا له - وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر