الردى وبصيرة من العمى - وشفاء لما في الصدور - فيما أمركم الله به من الاستغفار والتوبة - قال الله والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم - ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله - ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون - وقال ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه - ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما - فهذا ما أمر الله به من الاستغفار - و اشترط معه التوبة والاقلاع عما حرم الله - فإنه يقول إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه - وبهذه الآية يستدل أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله - إلا العمل الصالح والتوبة.
أقول قد استفاد عليه السلام الاقلاع وعدم العود بعد التوبة من نفي الاصرار وكذا احتياج التوبة والاستغفار إلى صالح العمل بعده من عموم الكلم الطيب في قوله إليه يصعد الكلم الطيب الآية.
وفي المجالس عن الصادق عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة - صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور - فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه - فقالوا له يا سيدنا لم تدعونا - قال نزلت هذه الآية فمن لها - فقام عفريت من الشياطين فقال أنا لها بكذا وكذا - فقال لست لها فقام آخر فقال مثل ذاك - فقال لست لها - فقال الوسواس الخناس أنا لها - قال بما ذا قال أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة - فإذا واقعوها أنسيتهم الاستغفار - فقال أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة أقول والرواية مروية من طرق أهل السنة أيضا (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139) - إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين (140) - وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141) - أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا