سيتعرض لها في ما سيجئ من قوله ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات الآية: النساء - 25.
قوله تعالى ذلك أدنى أن لا تعولوا العول هو الميل أي هذه الطريقة على ما شرعت أقرب من أن لا تميلوا عن العدل ولا تتعدوا عليهن في حقوقهن وربما قيل إن العول بمعنى الثقل وهو بعيد لفظا ومعنى.
وفي ذكر هذه الجملة التي تتضمن حكمة التشريع دلالة على أن أساس التشريع في أحكام النكاح على القسط ونفى العول والاجحاف في الحقوق.
قوله تعالى وآتوا النساء صدقاتهن نحلة الصدقة بضم الدال وفتحها والصداق هو المهر والنحلة هي العطية من غير مثامنة.
وفي إضافة الصدقات إلى ضمير هن دلالة على أن الحكم بوجوب الايتاء مبنى على المتداول بين الناس في سنن الازدواج من تخصيص شئ من المال أو أي شئ له قيمة مهرا لهن كأنه يقابل به البضع مقابلة الثمن المبيع فإن المتداول بين الناس أن يكون الطالب الداعي للازدواج هو الرجل على ما سيأتي في البحث العلمي التالي وهو الخطبة كما أن المشترى يذهب بالثمن إلى البائع ليأخذ سلعته وكيف كان ففي الآية إمضاء هذه العادة الجارية عند الناس.
ولعل إمكان توهم عدم جواز تصرف الزوج في المهر أصلا حتى برضى من الزوجة هو الموجب للاتيان بالشرط في قوله فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا مع ما في اشتراط الاكل بطيب النفس من تأكيد الجملة السابقة المشتملة على الحكم والدلالة على أن الحكم وضعي لا تكليفي.
والهناء سهولة الهضم وقبول الطبع ويستعمل في الطعام والمرئ من الري وهو في الشراب كالهنئ في الطعام غير أن الهناء يستعمل في الطعام والشراب معا فإذا قيل هنيئا مريئا اختص الهناء بالطعام والري بالشراب.
قوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما السفه خفة العقل وكأن الأصل في معناه مطلق الخفة فيما من شأنه أن لا يخف ومنه الزمام السفيه أي كثير الاضطراب وثوب سفيه أي ردئ النسج ثم غلب في خفة النفس واختلف