والمنادم والجليس والمجالس. وأجد: صار ذا جد. وانجردوا: أي مضوا. عد الأمر: أي عدة الأمر، حذفت التاء عند الإضافة إلى الأمر. وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة التوبة عند قوله تعالى (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) حيث قرئ عده بحذف التاء والإضافة إلى ضمير الخروج كما فعل بالعدة من قال عد الأمر:
أي عدته.
(لما تؤذن الدنيا به من صروفها * يكون بكاء الطفل ساعة يولد وإلا فما يبكيه منها وإنه * لأفسح مما كان فيه وأرغد) هو لابن الرومي، في سورة آل عمران عند قوله تعالى (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) تؤذن أي تلعم. يقول: إنما يكون بكاء الطفل ساعة الولادة لما يعلم أن الدنيا موضع الفتن ومكان المحن، وإلا فما يبكيه منها والحال أنه قد نجا من ضيق البطن والرحم وانفصل إلى موضع هو أفسح وأرغد منه.
وبعد البيتين: إذا أبصر الدنيا استهل كأنه * بما سوف يلقى من أذاها يهدد وبرواية أخرى:
لما تؤذن الدنيا به من صروفها * يكون بكاء الطفل ساعة يوضع وإلا فما يبكيه منها وإنها * لأروح مما كان فيه وأوسع إذا أبصر الدنيا استهل كأنه * يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع (لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا) في سورة آل عمران عند قوله تعالى (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون) قال الزمخشري: إن قلت كيف يجوز تمنى الشهادة، وفى تمنيها تمنى غلبة الكافر على المسلم، قلت: قصد متمنى الشهادة إلى نيل كرامة الشهداء لا غير، ولا يذهب وهمه إلى ذلك المتضمن، كما أن من يشرب دواء الطبيب النصراني قاصدا إلى حصول المأمول من الشفاء ولا يخطر بباله أن فيه جر منفعة وإحسان إلى عدو الله، ولذلك قال عبد الله ابن رواحة حين نهض إلى غزوة مؤتة وقيل له ردك الله سالما * لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وبعد البيت:
أو طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقولوا إذا مروا على جدثي * أرشدك الله من غاز وقد رشدا قوله ضربة ذات فرغ، أي واسعة ذات إفراغ الدم، والإفراغ: الصب، والفرغ: الدلو، وتقذف الزبد:
أي الدم الذي له زبد من كثرته. وحران: أي عطشان إلى قتلى. ومجهزة صفة طعنة: أي سريعة القتل، والمجهز الذي يكون به رمق، فجهزت عليه: إذا أسرعت قتله.
(فآليت لا أرثى لها من كلالة * ولا من وجبى حتى تلا في محمدا) في سورة النساء عند قوله تعالى (وإن كان رجل يورث كلالة) وهى تطلق على ثلاثة: على من لم يخلف والدا ولا ولدا، وعلى القرابة من غير جهة الولد والوالد ومنه قولهم: ما ورث المجد عن كلالة، كما تقول ما صمت عن علي ، وما كف عن حيرة، والكلالة في الأصل مصدر بمعنى الكلال وهو ذهاب القوة من الإعياء. قال الأعشى