تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٤٠
في سورة الجاثية عند قوله تعالى (كأن لم يسمعها) من جهة أن كأن مخففة، والأصل كأنه لم يسمعها والضمير للشأن. وقوله توافينا: أي تأتينا، والمقسم المحسن كأنه قسم فيه الحسن فلم يخل جزء من جزء. وتعطو: أي تناول، وضمن معنى المد ونحوه فعدى بإلى. والسلم: نوع من الشجر الواحد سلمة. وقوله ويوما بالنصب ظرف، ويروى بالجر على أن الواو واو رب. والموافاة: المجازاة بالحسنة وكأن مخففة واسمها محذوف واسمها محذوف والتقدير كأنها ظبية، هذا على رواية من رفع الظبية وعلى رواية من نصبها فهي الاسم والخبر تعطو: أي تناول أطراف الشجر في الرعى.
وأورق المورق وهو من النوادر لأن فعله أورق ومثله أينع فهو يانع. ومعنى البيت: أنه يتمتع بحسنها يوما وتشغله يوما آخر بطلب ماله، فإن منها آذته وكلمته بكلام يمنعه من النوم، والبيت للباعث بن صريم اليشكري يذكر امرأته وحاله معها، وهو من قصيدة أولها:
ألا تلكم عرسي تصد بوجهها * وتزعم في جاراتها أن من ظلم أبونا ولم أظلم بشئ عملته * سوى ما أبانت في القتال من القدم فيوما توافينا بوجه مقسم * كأن ظبية تعطو إلى وأرق السلم ويوما تريد مالنا مع مالها * فإن لم ننلها لم تنمنا ولم تنم تظل كأنا في خصوم غرامه * تسمع جيراني التالي والقسم ومنها وهو إشارة إلى قصة بينهما معروفة:
أم من أجل كبش لم أهبها بمنزل * ولا بين أذواد رتاع ولا غنم أخوف بالجبار حتى كأنني * قتلت له خالا كريما أو ابن عم فإن يد الجبار ليست بضعفة * ولكن سماء تقطر الوبل والديم (ووطئتنا وطأ على حنق * وطء المقيد ثابت الهرم) في سورة الفتح عند قوله تعالى (لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم) والوطء والدوس:
عبارة عن الإيقاع والإبادة. وقولهم وطئهم العدو وطأة منكرة عبارة عن الإهلاك وأصله في البعير المقيد، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف عليه السلام " أي خذهم أخذا شديدا، والضمير في واجعلها للوطأة.
(لقد فعلت هذى النوى بي فعلة * أصاب النوى قبل الممات أثامها) في سورة الحجرات عند قوله تعالى (إن بعض الطن إثم) والإثم: الذنب الذي يستحق صاحبه العقاب، ومنه قيل لعقوبته الأنام فعال منه كالنكال والعذاب والدمام: أي فعلت النوى بي فعلة سيئة، ثم قال على سبيل الدعاء:
أصاب النوى جزاؤها، يقال للعقوبة الإثم كما تسمى الخمر إثما في قوله: شربت الإثم، ومثل هذا التذييل بالجملة الدعائية التكميل بالجملة التعجبية في قوله: غلت ناب كليب بواؤها.
(لقاء أخلاء الصفاء لمام * وكل وصال الغانيات ذمام) وهذا من الأبيات التي لم تذكر في الشرح وأغفلت في سورة النجم عند قوله تعالى (الذين يجتنبون كبائر الإثم)
(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»
الفهرست