تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٣٧
فشككت بالرمح الطويل إهابه * ليس الكريم على القنا بمحرم فتركته جزر السباع ينشنه * ما بين قلة رأسه والمعصم يا شاة ما قنص لمن حلت له * حرمت على وليتها لم تحرم ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها * قول الفوارس ويك عنتر أقدم فازور من وقع القنا بلبانه * وشكا إلى بعبرة وتحمحم لو كان يدرى ما المحاورة اشتكى * ولكان لو علم الكلام مكلمى وإنما أوردت هذه الأبيات منها وهى طويلة لورود أكثرها في الكشاف وفى كتب النحو، فلا يحصل في كتابتها ملل ولا تسأم الأسماع من إيرادها في هذا المحل.
(فعلى إثرهم تساقط نفسي * حسرات وذكرهم لي سقام) في سورة الملائكة عند قوله تعالى (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) على تقدير أن يكون حسرات حالا كأن كلها صارت حسرات لفرط التحسر كقول جرير * حتى ذهبن كلا كلا وصدورا * وقد تقدم، ومنه قوله: فعلى إثرهم الخ. ويجوز أن يكون قوله حسرات مفعولا له، يعنى للحسرات وعليهم صلة تذهب كما تقول:
هلك عليه حبا، ويجوز أن يتعلق بحسرات لأن المصدر لا يتقدم عليه صلته. يقول: إن الأحبة رحلوا ونفسي تتساقط حسرات في إثرهم وذكرهم لي سقام بعدهم.
(أو مذهب جدد على ألواحه * الناطق المبروز والمختوم) هو للبيد. في سورة الملائكة عند قوله تعالى (ومن الجبال بيض) والجدد: الخطط والطرائق. وقوله:
أو مذهب: أي مطلى بماء الذهب أراد لوحا مذهبا، وجدد طرائق، قال تعالى (ومن الجبال جدد بيض) ويقال جدة الخار: للخطة السوداء على ظهره تخالف لونه والجمع جدد، قال تعالى (ومن الجبال جدد بيض وحمر) أي طرائق تخالف لون الجبل. والجدد: الأرض الصلبة، وفى المثل: من سلك الجدد أمن العثار. والمبروز: الظاهر.
والمختوم: الدارس. يصف دروس آثار ديار المحبوبة ويشبهه بالكتاب. قال صاحب الصحاح: وكتاب مبروز:
أي منشور على غير قياس. والناطق بقطع الألف وإن كان وصلا وذلك جائز في ابتداء الأنصاف، لأن التقدير الوقف على النصف من الصدر، وأنكر أبو حاتم المبروز، قال لعله المزبور: أي المكتوب، وقال لبيد أيضا في كلمة أخرى:
كما لاح عنوان مبروزة * يلوح مع الكف عنوانها هذا يدل على أنه لغة والرواة كلهم على هذا فلا معنى لإنكار من أنكره، وبعد البيت:
دمن تلاعبت الرياح برسمها * حتى تنكر نؤيها المهدوم والنؤى: حفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر والجمع نؤى على فعول: قال:
عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار * بما تحيون من نؤى وأحجار نبئت نعم على الهجران عاتبة * سقيا ورعيا لذاك العاتب الزارى (ولم أسلم لكي أبقى ولكن * سلمت من الحمام إلى الحمام)
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»
الفهرست