ومنها: أرتك بذات الضال منها معاصما * وخدا أسيلا كالوذيلة ناعما وإني لأستحيى فطيمة طاويا * خميصا وأستحيي فطيمة طاعما وهى طويلة، ومنه أخذ القائل:
والناس من يلق خيرا قائلون له * ما تشتهى ولام المخطئ الهبل أي الثكل (إن الخليفة إن الله سربله * سربال ملك به تزجى الخواتيم) البيت لجرير. في سورة الحج عند قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد) خاتم الشئ: عاقبته، وأدخلت إن على كل واحد من جزأى الجملة لزيادة التأكيد. قال أبو حيان: ظاهر هذا أنه شبه البيت بالآية، ولا يتعين أن يكون البيت كالآية، لأن البيت يحتمل أن يكون اسم إن الخليفة خبره به تزجى الخواتيم، ويكون إن الله سربلة جملة اعتراض بين اسم إن وخبرها، بخلاف الآية فإنه يتعين قوله: إن الله يفصل، وحسن دخول إن على الجملة الواقعة خبرا طول الفصل بينهما بالمعاطيف. وقوله تزجى: أي تساق خواتيم الإمارة، وهو عبارة عن الملك، في الصحاح:
الخاتم بفتح التاء وكسرها، يقال أزجيت الإبل: أي سقتها. قال ابن الرقاع:
تزجى أغن كأن إبرة روقة * قلم أصاب من الدواة مدادها (ألا خيلت مى وقد نام صحبتي * فما نفر التهويم إلا سلامها طروقا وجلب الرحل مشدودة به * سفينة بر تحت خدي زمامها) في سورة المؤمنين عند قوله تعالى (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفلك تحملون) فإن منها ما يحمل عليه كالإبل والبقر، وقيل المراد الإبل لأنها هي المحمول عليها عندهم والمناسب للفلك فإنها سفائن البر كما في بيت ذي الرمة: * سفينة بر تحت خدي زمامها * يريد صيدحه وهى ناقة ذي الرمة كما قال:
سمعت الناس ينتجعون غيثا * فقلت لصيدح انتجعي بلالا قوله خيلت: أي أرسلت خيالها أو جاءت في الخيال على معنى إدراكها خيالا. والتهويم: أول النوم طروقا، نصب على المصدر لأن التخييل في الليل طروق أو بمعنى طارقة. وجلب الرحل ضما وكسرا عيدانه، والبيت لذي الرمة من قصيدته التي مطلعها:
مررنا على دار لمية غدوة * وجاراتها قد يعتمدن مقامها فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا * عشية إنآء الديار وشاملها وقد زودت مى على النأى قبلة * علاقات حاجات طويل مقامها فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرئ صداها ولا يقضى عليها هيامها خليلي لما خفت أن يستفزني * أحاديث نفسي بالمنى واهتمامها تداويت من مى بتكليم ساعة * فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها ومنها البيتان، ومنها البيت المشهور في شواهد الاستثناء في وصف ناقته:
أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة * قليل بها الأصوات إلا بغامها (أرسلت فيها مصعبا ذا إقحام * طبا فقيها بذوات الأبلام)