تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٣٠
معناه جعل ذقنه ووجهه للخرور واختصه به لأن اللام للاختصاص. تناوله بالرمح: أي طعنه به، وقوله أثنى له:
أراد انثنى، فأدغم النون في الثاء ثم أبدلها تاء: أي جعل يديه وفمه للخرور. والمعنى: طعنه بالرمح أولا ثم انثنى له في الطعن فخر المطعون المنثى عليه الطعن لليدين وللفم، وبرواية * دلفت له بالرمح من تحت بزه * وفى رواية:
شققت له بالرمح جيب قميصه * فخر صريعا لليدين وللفم وقد تقدم في سورة البقرة:
(وما الحرب إلا ما علمتم وذقتموا * وما هو عنها بالحديث المرجم) في سورة الكهف عند قوله تعالى (رجما بالغيب) أي رميا بالخبر الخفى وإتيانا به كقوله (ويقذفون بالغيب) أي يأتون به أو وضع الرجم موضع الظن فكأنه قيل ظنا بالغيب لأنهم يقولون كثيرا رجم بالظن مكان قولهم ظن حتى لم يبق عندهم فرق بين العبارتين. والرجم في الأصل: الرمي بالرجام وهى الحجارة الصغار، ثم عبر به عن الظن: ألا ترى إلى قول زهير: وما هو عنها الخ: أي المظنون. الذوق: التجربة، والمرجم: المظنون الذي يرجم فيه بالظنون. يقول: ليست الحرب إلا ما عهدتموها وجربتموها. وما هذا الذي أقول بحديث مرجم: أي محكوم عليه بالظن، والبيت من معلقة زهير بن أبي سلمى المشهورة، وأولها:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم * بحومانة الدراج فالمتثلم تبصر خليلي هل ترى من ظعائن * تحملن بالعلياء من فوق جرثم فمن مبلغ الأحلاف عنى رسالة) وذبيان هم أقسمتو كل مقسم؟
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم * ليخفى ومهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر * ليوم حساب أو يعجل فينقم وما الحرب الخ.
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة * وتضرم إذ أضرمتموها فتضرم ومنها: لدى أسد شاكي السلاح مقذف * له لبد أظفاره لم تقلم جرئ متى يظلم يعاقب بظلمه * سريعا وإلا يبد بالظلم يظلم سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبالك يسأم رأيت المنايا خبط عشواء من تصب * تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم وأعلم علم اليوم والأمس قبله * ولكنني عن علم ما في غد عمى ومن لم يصانع في أمور كثيرة * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله * على قومه يستغن عنه ويذمم ومن يجعل المعروف من دون عرضه * يفره ومن لا يتق الشتم يشتم ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه * يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»
الفهرست