شركاؤكم ومن أطعتموهم في الدنيا ثم قال فيهم أيضا (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فالقوا السلم) اي سلموا لما أصابهم من البلاء ثم يقولون: (ما كنا نعمل من سوء) فرد الله عليهم فقال (بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين) ثم ذكر المؤمنين (فقال الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) قوله طيبين قال هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم في الدنيا وقوله (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي امر ربك) من العذاب والموت وخروج القائم (كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) وقوله (فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن) من العذاب في الرجعة وقوله: (وقال الذين أشركوا - إلى قوله - البلاغ المبين) فإنه محكم وقوله:
(واجتنبوا الطاغوت) يعني الأصنام قوله (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) أي انظروا في اخبار من هلك من قبل وقوله (ان تحرص على هديهم) مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله (فان الله لا يهدي) اي لا يثيب (من يضل) اي يعذب وقوله (وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فإنه حدثني أبي عن بعض رجاله يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال ما يقول الناس فيها؟ قال يقولون نزلت في الكفار قال إن الكفار كانوا لا يحلفون بالله وإنما نزلت في قوم من أمة محمد صلى الله عليه وآله قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فحلفوا انهم لا يرجعون فرد الله عليهم فقال ليبينن لهم الذي يختلفون فيه (وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين) يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين فيهم وقوله (والذين هاجروا في الله) اي هاجروا وتركوا الكفار في الله (1) وقوله (أفأمن الذين مكروا السيئات) يا محمد وهو استفهام (ان يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث