عمرو بن عوف كان محتاجا فعاهد الله فلما آتاه الله بخل به، ثم ذكر المنافقين فقال (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجويهم وان الله علام الغيوب) واما قوله (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم) فجاء سالم بن عمير الأنصاري بصاع من تمر فقال يا رسول الله كنت ليلتي أجيرا لجرير حتى نلت صاعين تمرا اما أحدهما فأمسكته واما الآخر فاقرضه ربي، فامر رسول الله صلى الله عليه وآله ان ينثره في الصدقات، فسخر منه المنافقون وقالوا والله ان الله يغني عن هذا الصاع ما يصنع الله بصاعه شيئا ولكن أبا عقيل أراد ان يذكر نفسه ليعطى من الصدقات فقال: (سخر الله منهم ولهم عذاب اليم) قوله (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) قال علي بن إبراهيم انها نزلت لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ومرض عبد الله ابن أبي وكان ابنه عبد الله بن عبد الله مؤمنا فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوه يجود بنفسه فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي انك ان لم تأت أبي كان ذلك عارا علينا، فدخل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله والمنافقون عنده، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله يا رسول الله استغفر له فاستغفر له، فقال الثاني ألم ينهك الله يا رسول الله ان تصلى عليهم أو تستغفر لهم فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله فأعاد عليه فقال له ويلك انى خيرت فاخترت ان الله يقول " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " فلما مات عبد الله جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ان رأيت أن تحضر جنازته فحضره رسول الله صلى الله عليه وآله وقام على قبره فقال له الثاني يا رسول الله ألم ينهك الله ان تصلي على أحد منهم مات ابدا وان تقوم على قبره؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ويلك وهل تدري ما قلت؟ إنما قلت اللهم احش قبره نارا وجوفه نارا واصله النار، فبدا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكن يحب.
قال ولما قدم النبي صلى الله عليه وآله من تبوك كان أصحابه المؤمنون يتعرضون للمنافقين ويؤذونهم وكانوا يحلفون لهم انهم على الحق وليس هم بمنافقين لكي