استثنى عز وجل فقال (إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فاتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم ان الله يحب المتقين فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد - إلى قوله - غفور رحيم) ثم قال (وان أحد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) قال إقرأ عليه وعرفه لا تتعرض له حتى يرجع إلى مأمنه واما قوله (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون) فإنها نزلت في أصحاب الجمل وقال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل والله ما قاتلت هذه الفئة الناكثة إلا بآية من كتاب الله عز وجل يقول الله " وان نكثوا ايمانهم من بعد بعهدهم وطعنوا في دينكم إلى آخر الآية " فقال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته الزهراء: والله لقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله غير مرة ولا اثنتين ولا ثلاث ولا اربع فقال يا علي! انك ستقاتل بعدي الناكثين والمارقين والقاسطين أفأضيع ما امرني به رسول الله صلى الله عليه وآله أو أكفر بعد اسلامي؟ " وقوله (أم حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) اي لما ير فأقام العلم مقام الرؤية لأنه قد علم قبل ان يعلموا.
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) يعني بالمؤمنين آل محمد والوليجة البطانة (1) وقال علي بن إبراهيم في قوله (ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر) اي لا يعمروا وليس لهم ان يقيموا وقد اخرجوا رسول الله صلى الله عليه وآله منه ثم قال: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر.
الآية) وهي محكمة واما قوله (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن