في سورة البقرة ونصفها في سورة الأعراف ههنا، فلما نظر موسى إلى أصحابه قد هلكوا حزن عليهم فقال (رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا) وذلك أن موسى عليه السلام ظن أن هؤلاء هلكوا بذنوب بني إسرائيل فقال (ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة انا هدنا إليك) فقال الله تبارك وتعالى (عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شئ، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) ثم ذكر فضل النبي صلى الله عليه وآله وفضل من تبعه فقال (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم) يعني الثقل الذي كان على بني إسرائيل وهو انه فرض الله عليهم الغسل والوضوء بالماء ولم يحل لهم التيمم ولا يحل لهم الصلاة الا في البيع والكنايس والمحاريب، وكان الرجل إذا أذنب خرج نفسه منتنا فيعلم انه أذنب، وإذا أصاب شيئا من بدنه البول قطعوه، ولم يحل لهم المغنم فرفع ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عن أمته ثم قال (فالذين آمنوا به) يعني برسول الله صلى الله عليه وآله (وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه) يعني أمير المؤمنين عليه السلام (أولئك هم المفلحون) فاخذ الله ميثاق رسول الله صلى الله عليه وآله على الأنبياء ان يخبروا أممهم وينصرونه، فقد نصروه بالقول وأمروا أممهم بذلك وسيرجع رسول الله صلى الله عليه وآله ويرجعون وينصرونه في الدنيا.
حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفض ابن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال جاء إبليس لعنه الله إلى موسى عليه السلام وهو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة ويلك ما ترجو منه وهو على هذه الحالة يناجي ربه، فقال أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة، وكان