تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج ١ - الصفحة ٢٢٦
وريشا " فاما اللباس فالثياب التي يلبسون، واما الرياش فالمتاع والمال، واما لباس التقوى فالعفاف لان العفيف لا تبدو له عورة وإن كان عاريا من الثياب، والفاجر بادي العورة وإن كان كاسيا من الثياب، يقول (ولباس التقوى ذلك خير) يقول العفاف خير (ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون) وقوله (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة) فإنه محكم، واما قوله (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها) قال الذين عبدوا الأصنام، فرد الله عليهم فقال قل لهم (ان الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون قل امر ربي بالقسط) اي بالعدل (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون) اي في القيامة (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة) يعني العذاب وجب عليهم، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله " كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة " قال خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وشقيا وسعيدا وكذلك يعودون يوم القيامة مهتديا وضالا يقول (انهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون) وهم القدرية (1) الذين يقولون لا قدر ويزعمون انهم قادرون على الهدى والضلالة

(1) قال في مجمع البحرين: القدرية وهم المنسوبون إلى القدر يزعمون أن كل عبد خالق فعله ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيته وفي الحديث لا يدخل الجنة قدري وهو الذي يقول لا يكون ما شاء الله ويكون ما شاء إبليس، ويسمون " بالمفوضة " أيضا لزعمهم ان الله فوض إليهم أفعالهم.
وبإزاء هذه الفرقة " المجبرة " وهم الذين قالوا ليس لنا صنع ونحن مجبورون يحدث الله لنا الفعل عند الفعل وإنما الافعال منسوبة إلى الناس مجازا ويسمون " بالمرجئة " أيضا فذاك افراط وهذا تفريط والحق الوسط ما ذهبت إليه الإمامية وهو ما افاده الإمام الصادق عليه السلام: لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين أمرين سئل ما الامر بين الامرين؟ قال مثل ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته، ففعل تلك المعصية، فليس حيث لم يقبل منك فتركته أنت الذي امرته بالمعصية.
وقال البصري لأبي عبد الله عليه السلام: الناس مجبورون؟ قال لو كانوا مجبورين لكانوا معذورين، قال ففوض إليهم؟ قال لا، قال فما هم؟ فقال علم منهم فعلا فأوجد فيهم آلة الفعل، فإذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين (مجمع البحرين مادة طوع). ج. ز
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحشي 1
2 مقدمة المصنف 1
3 الجزء (1) 28
4 سورة الفاتحة 28
5 سورة البقرة 30
6 معاني الايمان 31
7 معاني الكفر 33
8 معاني الحياة 35
9 ابتداء خلقة آدم 37
10 حج آدم 45
11 قصة البقرة 49
12 قضية أبي ذر 51
13 أصل السحر 55
14 قصة هاروت وماروت 57
15 إبراهيم وبناء البيت 61
16 الجزء (2) 62
17 كيفية الحج 69
18 اقسام الطلاق 75
19 اقسام العدة. 79
20 قصة طالوت وجالوت 81
21 الجزء (3) 84
22 آية الكرسي 85
23 قصة بخت نصر 87
24 احكام الربا 93
25 (سورة آل عمران) 96
26 مسائل النصراني والامام الباقر (ع) 99
27 قصة مريم 101
28 رفع عيسى 103
29 الجزء (4) 107
30 ورود الرايات يوم القيامة 109
31 غزوة أحد 111
32 مقام الأمير (ع) في أحد 113
33 شجاعة امرأة في أحد 115
34 شهادة حمزة (ع) 117
35 مواساة رجل من الأنصار 123
36 (سورة النساء) 130
37 حكم الكلالة 133
38 الجزء (5) 135
39 احكام القتل 147
40 الجزء (6) 157
41 (سورة المائدة) 160
42 القمار في الجاهلية 161
43 دخول بني إسرائيل في التيه 165
44 قصة هابيل وقابيل 167
45 خطبة النبي (ص) يوم الغدير 173
46 قضية ليلة العقبة 175
47 الهجرة إلى الحبشة 177
48 الجزء (7) 180
49 نزول حرمة الخمر 181
50 المأمون والامام الجواد (ع) 183
51 نكاح الجواد (ع) من أم الفضل 185
52 اقسام الصوم 187
53 مسائلة الله النبي يوم القيامة 191
54 (سورة الانعام) 193
55 ولادة إبراهيم (ع) 207
56 الجزء (8) 213
57 (سورة الأعراف) 222
58 اعتراض جبرئيل على آدم 225
59 رد الجبرية والقدرية 227
60 جهنم في الأرض والجنة في السماء 231
61 أسئلة مولى عمر من الباقر (ع) 233
62 الجزء (9) 236
63 آيات تسع لموسى 237
64 نزول التوراة 239
65 مناجاة الله موسى 243
66 قوم ثمود 245
67 ميثاق النبيين في الذر 247
68 (سورة الأنفال) 254
69 غزوة بدر 257
70 كلام المقداد وسعد 259
71 خوف قريش 261
72 كلام رسول الله (ص) لقريش 263
73 شهادة عبيدة بن الحارث 265
74 حمل إبليس لواء المشركين 267
75 (سورة التوبة) 271
76 شورى قريش في دار الندوة 273
77 مبيت علي (ع) على فراش النبي (ص) 275
78 الجزء (10) 278
79 غزوة حنين 285
80 مواساة الأمير (ع) في حنين 287
81 خطبة النبي (ص) في تبوك 291
82 حديث المنزلة 293
83 وفاة أبي ذر 295
84 توبة المتخلفين عن القتال 297
85 مصرف الصدقات 299
86 الجزء (11) 303
87 توبة أبي لبابة 303
88 مسجد ضرار 305
89 (سورة يونس) 308
90 غرق فرعون 315
91 أسف يونس على آل فرعون 319
92 سورة هود 321
93 الجزء (12) 321
94 معاني الأمة 323
95 قصة نوح 325
96 قصة لوط 329
97 قصة صالح 331
98 خروج إبراهيم من بلاد نمرود 333
99 هلاك قوم لوط 335
100 (سورة يوسف) 339
101 دعاء يوسف في السجن 345
102 الجزء (13) 346
103 كتاب عزيز مصر إلى يعقوب 351
104 دعاء يعقوب ويوسف للفرج 353
105 قميص يوسف 355
106 رد شباب زليخا 357
107 (سورة الرعد) 359
108 خلقة فاطمة من طوبى 365
109 (سورة إبراهيم) 367
110 الانسان وآخر يومه من الدنيا 369
111 ولوج النكيرين في القبر 371
112 سورة الحجر 372
113 الجزء (14) 372
114 ميلاد النبي الأعظم (ص) 373
115 حماء أبي طالب عن النبي 379
116 (سورة النحل) 382