الله ان الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين قال " فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " وقوله (قل أرأيتم ان اخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون) قال قل لقريش ان اخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من يرد ذلكم عليكم إلا الله) وقوله " ثم هم يصدفون " اي يكذبون، وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم " يقول إن اخذ الله منكم الهدى من آله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون يقول يعترضون، واما قوله (قل أرأيتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون) فإنها نزلت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وأصاب أصحابه الجهد والعلل والمرض فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله عز وجل قل لهم يا محمد أرأيتم ان اتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون، أي انهم لا يصيبهم إلا الجهد والضرر في الدنيا، فاما العذاب الأليم الذي فيه الهلاك فلا يصيب إلا القوم الظالمين.
وقوله (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون - ثم قال قل لهم يا محمد - لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول لكم انى ملك ان اتبع إلا ما يوحى إلي) قال ما أملك لكم خزائن الله ولا أعلم الغيب واما قوله (انها من عند الله - ثم قال - هل يستوي الأعمى والبصير) اي من يعلم ومن لا يعلم (أفلا تتفكرون) ثم قال (وانذر به) يعني بالقران (الذين يخافون) اي يرجون (ان يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون).