يقومان مقامهما) يعني من أولياء المدعي (من الذين استحق عليهم الأوليان) فيقسمان بالله اي يحلفان بالله (لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا انا إذا لمن الظالمين) وانهما قد كذبا فيما حلفا بالله (ذلك أدنى ان يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانهم) فامر رسول الله صلى الله عليه وآله أولياء تميم الدارمي ان يحلفوا بالله علي ما أمرهم به فاخذ الآنية والقلادة من ابن بندي وابن أبي مارية وردهما على أولياء تميم.
واما قوله (يوم يجمع الله الرسل فيقول ما إذا أجبتم) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن العلا عن محمد عن أبي جعفر عليه السلام قال ماذا أجبتم في أوصيائكم يسأل الله تعالى يوم القيامة فيقولون لا علم لنا بما فعلوا بعدنا بهم.
وقوله (وإذا قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك - إلى قوله - واشهد بأننا مسلمون) فإنه محكم، واما قوله (وإذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء) قال عيسى:
(اتقوا الله ان كنتم مؤمنين) قالوا كما حكى الله (نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين) فقال عيسى (اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين) فقال الله احتجاجا عليهم (انى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فانى أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) فكانت تنزل المائدة عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون حتى يشبعون ثم ترفع، فقال كبراؤهم ومترفوهم لا تدع سفلتنا يأكلون منها فرفع الله المائدة ومسخوا قردة وخنازير، قوله:
(وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) فلفظ الآية ماض ومعناه مستقبل ولم يقله بعد وسيقوله، وذلك أن النصارى