أدرك فرعون الغرق (قال آمنت انه إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين) يقول الله (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) يقول كنت من العاصين (فاليوم ننجيك ببدنك) قال إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر فلم ير منهم أحد هووا في البحر (إلا هوى بجسمه) إلى النار واما فرعون فنبذه الله وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه وليعرفوه ليكون لمن خلفه آية ولئلا يشك أحد في هلاكه وانهم كانوا اتخذوه ربا فأراهم الله إياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه عبرة وعظة يقول الله (وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون).
وقال علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام ما اتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله إلا كئيبا حزينا ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون فلما امره الله بنزول هذه الآية " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ما اتيتني يا جبرئيل إلا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة، قال يا محمد لما أغرق الله فرعون قال آمنت انه لا إله إلا الله الذي آمنت به بنو إسرائيل وانا من المسلمين، فأخذت حماة (1) فوضعتها في فيه ثم قلت له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، وعملت ذلك من غير امر الله خفت ان تلحقه الرحمة من الله ويعذبني على ما فعلت فلما كان الآن وأمرني الله ان أؤدي إليك ما قلته انا لفرعون امنت وعلمت ان ذلك كان لله رضى وقوله (فاليوم ننجيك ببدنك) فان موسى عليه السلام اخبر بني إسرائيل ان الله قد أغرق فرعون فلم يصدقوه فامر الله البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا وقوله (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق) قال ردهم إلى مصر وغرق فرعون وقوله (فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) يعني الأنبياء حدثني أبي عن عمرو (عمران ط) بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء فأوحى