أبا الوليد بعثني إليك برسالة، فغضب ثم قال اما وجد عتبة رسولا غيرك؟ فقلت اما والله لو غيره أرسلني ما جئت ولكن أبا الوليد سيد العشيرة، فغضب أشد من الأولى، فقال تقول سيد العشيرة! فقلت انا قوله؟ وقريش كلها تقوله، انه قد تحمل العير ودم ابن الحضرمي، فقال إن عتبة أطول الناس لسانا وأبلغهم في الكلام ويتعصب لمحمد فإنه من بني عبد مناف وابنه معه، ويريد ان يحذر (يخذل ك) بين الناس لا واللات والعزى حتى نقتحم عليهم بيثرب ونأخذهم أسارى فندخلهم مكة وتتسامع العرب بذلك ولا يكونن بيننا وبين متجرنا أحد نكرهه.
وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كثرة قريش ففزعوا فزعا شديدا وبكوا واستغاثوا فأنزل الله على رسوله (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم) فلما مشى رسول الله صلى الله عليه وآله وجنه الليل القى الله علي أصحابه النعاس حتى ناموا وانزل الله تبارك وتعالى عليهم السماء وكان نزل الوليد في موضع لا يثبت فيه القدم فأنزل الله عليهم السماء حتى تثبت اقدامهم علي الأرض وهو قول الله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان) وذلك أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله احتلم (وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) وكان المطر علي قريش مثل العزالى (1) وكان علي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله رذاذا (2) بقدر ما لبد الأرض.
وخافت قريش خوفا شديدا فاقبلوا يتحارسون يخافون البيات فبعث