رسول الله صلى الله عليه وآله إلي الحرب فقال (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) وكان سبب ذلك ان عيرا لقريش خرجت إلى الشام فيها خزائنهم، فامر رسول الله أصحابه بالخروج ليأخذوها فأخبرهم ان الله قد وعده احدى الطائفتين اما العير واما قريش ان اظفر بهم، فخرج في ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا، فلما قارب بدر كان أبو سفيان في العير فلما بلغه ان الرسول صلى الله عليه وآله قد خرج يتعرض العير خاف خوفا شديدا ومضى إلى الشام فلما وافى البهرة (1) اكترى ضمضم الخزاعي بعشرة دنانير وأعطاه قلوصا وقال له امض إلى قريش وأخبرهم ان محمدا والصباة (2) من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم فادركوا العير وأوصاه ان يخرم ناقته ويقطع اذنها حتى يسيل الدم ويشق ثوبه من قبل ودبر فإذا دخل مكة ولى وجهه إلى ذنب البعير وصاح بأعلى صوته يا آل غالب! اللطيمة اللطيمة العير العير (3) أدركوا أدركوا! وما أراكم تدركون، فان محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم، فخرج ضمضم يبادر إلى مكة ورأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم في منامها بثلاثة أيام كأن راكبا قد دخل مكة ينادي يا آل عذر يا آل فهر اغدوا إلى مصارعكم صبح ثالث ثم وافى بجملة على أبي قبيس فاخذ حجرا فدهده (4) من الجبل فما ترك من دور قريش الا أصابها منه فلذة وكان وادي مكة قد سال من أسفله دما فانتبهت ذعرة فأخبرت العباس بذلك فأخبر العباس عتبة بن ربيعة، فقال عتبة
(٢٥٦)