وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله (ع) " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي أنفسهم الست بربكم قالوا بلي " قلت معاينة كان هذا قال نعم (1) فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه. فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل " (2) واما قوله (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين) فإنها نزلت في بلعم بن باعورا وكان من بني إسرائيل، وحدثني أبي عن الحسن (الحسين ط) بن خالد عن أبي الحسن الرضا (ع) انه أعطي بلعم بن باعورا الاسم الأعظم، فكان يدعو به فيستجاب له فمال إلى فرعون. فلما مر فرعون في طلب موسى وأصحابه قال فرعون لبلعم ادعو الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى وأصحابه فامتنعت عليه حمارته فاقبل يضربها فأنطقها الله عز وجل فقالت ويلك علي ما تضربني أتريد أجئ معك لتدعو على موسى نبي الله وقوم مؤمنين، فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه، وهو قوله (فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض فاتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) وهو مثل ضربه، فقال الرضا (ع) فلا يدخل الجنة من البهائم الا ثلاثة حمارة بلعم وكلب أصحاب الكهف والذئب وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم وكان للشرطي ابن يحبه، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه
(٢٤٨)