فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي وقوله (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) اي خلقنا، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله (لهم قلوب لا يفقهون بها) اي طبع الله عليها فلا تعقل (ولهم أعين) عليها غطاء عن الهدى (لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها) اي جعل في آذانهم وقرا فلن يسمعوا الهدى، وقوله (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) فهذه الآية لآل محمد واتباعهم، وقوله (عسى أن يكون قد اقترب اجلهم) هو هلاكهم وقوله (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال الرحمن الرحيم وقوله (والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) قال تجديد النعم عند المعاصي وقوله (وأملي لهم) اي اصبر لهم (ان كيدي متين) اي عذابي شديد ثم قال (أو لم يتفكروا) يعني قريش (ما بصاحبهم من جنة) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله اي ما هو مجنون كما يزعمون (ان هو الا نذير مبين) وقوله (أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ وان عسى أن يكون قد اقترب اجلهم فبأي حديث بعده) يعني بعد القرآن (يؤمنون) اي يصدقون، وقوله (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون) قال يكله إلي نفسه.
واما قوله (يسألونك عن الساعة إيان مرساها) فان قريشا بعثت العاص بن وايل السهمي والنضر بن حارث بن كلدة وعتبة بن أبي معيط إلى نجران ليتعلموا من علماء اليهود مسائل ويسألوا بها رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان فيها سلوا محمدا متى تقوم الساعة؟ فان ادعى علم ذلك فهو كاذب، فان قيام الساعة لم يطلع الله عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا. فلما سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله متى تقوم الساعة؟ انزل الله تعالى (يسألونك عن الساعة إيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم الا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها)