قوله (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده) فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبد الله عن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال الأجل المقضي هو المحتوم الذي قضاه الله وحتمه والمسمى هو الذي فيه البداء (1) يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، والمحتوم ليس فيه تقديم ولا تأخير، وحدثني ياسر عن الرضا عليه السلام قال ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر وان يقر له بالبداء ان يفعل الله ما يشاء وأن يكون في تراثه الكندر وقوله (وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) قال السر ما أسر في نفسه والجهر ما أظهره والكتمان ما عرض بقلبه ثم نسيه وقوله (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين - إلى قوله - وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا ان هذا إلا سحر مبين) فإنه محكم ثم قال حكاية عن قريش (وقالوا لولا انزل عليه ملك) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله (ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون) فأخبر عز وجل ان الآية إذا جاءت والملك إذا نزل ولم يؤمنوا هلكوا، فاستعفي النبي صلى الله عليه وآله من الآيات رأفة ورحمة على أمته وأعطاه الله الشفاعة ثم قال الله (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وألبسنا عليهم ما يلبسون ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن) أي نزل بهم العذاب ثم قال لهم قل لهم يا محمد (سيروا في الأرض ثم انظروا) أي انظروا في القرآن واخبار الأنبياء فانظروا (كيف كان عاقبة المكذبين) ثم قال قل لهم (لمن ما في السماوات والأرض) ثم رد عليهم فقال قل لهم (لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة) يعني أوجب الرحمة على نفسه وقوله (وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم) يعني ما خلق
(١٩٤)