قلت: وذكر القاضي عياض أن الذي عليه الجمهور من أرباب النقل وغيرهم جواز الرواية لأحاديث المكاتبة، ووجوب العمل بها، وأنها داخلة في المسند، وذلك بعد ثبوت صحتها عند المكتوب إليه بها، ووثوقه بأنها عن كاتبها.
ولهذا أضربت عن إيرادها، وإنما نبهت عليها في الجملة لأجل الخلاف الواقع فيها.
ولأن أبا الحسن الدارقطني انتقد على البخاري ومسلم إخراجهما أحاديث منها.
على أن أكثر هذه الأحاديث المشار إليها إنما وقعت كذلك في الكتاب من بعض طرقها دون بعض. والله الموفق.
58 - قلت: ويدخل في هذا الباب ما أخرجه مسلم، رحمه الله، في مواضع من كتابه من حديث مخرمة بن بكير عن أبيه، فإنه لم يسمع من أبيه شيئا، إنما