شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٧٠
١١٩ - وصول معدم خير من جاف (١) مكثر، ومن أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده.
١٢٠ - لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا، ولكن عقلوا عن الله أمره فحسنت طاعتهم، وصح ورعهم وكمل يقينهم، ففاقوا غيرهم بالحظوة ورفيع المنزلة.
١٢١ - ما من عبد إلا ومعه ملك يقيه ما لم يقدر له، فإذا جاء القدر خلاه وإياه.
١٢٢ - إن الله سبحانه أدب نبيه صلى الله عليه وآله بقوله: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾ (٢)، فلما علم إنه قد تأدب، قال له: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ (٣)، فلما استحكم له من رسوله ما أحب قال: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (4).
123 - كنت أنا والعباس وعمر نتذاكر المعروف، فقلت أنا: خير المعروف ستره، وقال العباس: خيره تصغيره، وقال عمر: خيره تعجيله، فخرج علينا رسول الله، فقال: فيم أنتم؟ فذكرنا له، فقال: خيره أن يكون هذا كله فيه.
124 - العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم.
125 - إذا خبث الزمان كسدت الفضائل وضرت، ونفقت الرذائل ونفعت، وكان خوف الموسر أشد من خوف المعسر.
126 - انظر إلى المتنصح (5) إليك، فإن دخل من حيث يضار الناس فلا تقبل

(١) الوصول، فعول، من الصلة، وهي العطية والجافي ضد الوصول.
(٢) سورة البقرة ٦٧.
(٣) سورة القلم ٤٠.
(٤) سورة الأعراف ١٩٩.
(5) المتنصح: المتشبه بالنصحاء.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست